في خطوة إنسانية مفاجئة هزت المجتمع الدولي، أعلنت اليابان تقديم مساعدات طارئة بقيمة 13.8 مليون دولار لليمن لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. هذا المبلغ الضخم يأتي في توقيت حرج للغاية، حيث يواجه 21 مليون يمني خطر المجاعة والموت، في ما يعتبره الخبراء أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث.
تشير التقارير الدولية إلى أن هذه المساعدات ستصل مباشرة إلى المناطق الأكثر تضرراً في محافظات الحديدة وتعز وصنعاء، حيث يموت طفل كل 75 ثانية بسبب سوء التغذية والأمراض. "هذا المبلغ سينقذ حياة آلاف الأطفال والنساء الحوامل"، صرح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي. فاطمة، أم لثلاثة أطفال من الحديدة، تقول بعيون دامعة: "لم نتناول وجبة كاملة منذ أسابيع، أطفالي يبكون من الجوع كل ليلة".
تأتي هذه المبادرة اليابانية في ظل تراجع مقلق في التمويل الدولي لليمن، حيث انخفضت المساعدات بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي. اليابان، التي عانت من كوارث طبيعية مدمرة في تاريخها، تدرك تماماً معنى المعاناة الإنسانية. هذا التدخل الياباني يذكرنا بخطة مارشال الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، لكن هذه المرة الهدف هو إنقاذ الأرواح وليس إعادة الإعمار.
سيشهد المواطن اليمني العادي تأثيراً مباشراً لهذه المساعدات خلال الأسابيع القادمة، حيث ستصل مليون حصة غذائية طارئة للأسر الأكثر احتياجاً. الخبراء يتوقعون أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحفيز دول أخرى لزيادة مساهماتها، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي قد يزيد المعاناة. "اليابان فتحت الباب أمام موجة جديدة من التضامن الدولي"، يؤكد مدير منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة.
هذه المساعدات اليابانية تمثل شعاع أمل وسط الظلام الذي يخيم على اليمن منذ سنوات. ومع تصاعد الأزمة الإنسانية عالمياً، تثبت اليابان أن التضامن الإنساني لا يعرف الحدود الجغرافية أو الثقافية. السؤال الآن: هل ستحذو دول أخرى حذو اليابان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب اليمني؟ الوقت ينفد، والأرواح في خطر.
