الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الريال اليمني ينهار في عدن بفارق 200% عن صنعاء... هل تخسر مدخراتك اليوم؟
عاجل: الريال اليمني ينهار في عدن بفارق 200% عن صنعاء... هل تخسر مدخراتك اليوم؟

عاجل: الريال اليمني ينهار في عدن بفارق 200% عن صنعاء... هل تخسر مدخراتك اليوم؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 17 ديسمبر 2025 الساعة 02:50 مساءاً

في تطور صادم يهز الأوساط الاقتصادية العربية، سجل الريال اليمني انقساماً مدمراً بفجوة تاريخية تبلغ 204% بين مدينتي صنعاء وعدن، حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى 1617 ريال في عدن مقابل 534 ريال فقط في صنعاء. هذا الرقم المرعب يعني أن المواطن في عدن يدفع ثلاثة أضعاف ما يدفعه نظيره في صنعاء لنفس السلعة، في مأساة اقتصادية تفوق كل التوقعات.

وصل الانقسام الاقتصادي في اليمن إلى ذروته المدمرة، مع فجوة تدميرية تبلغ 1083 ريال للدولار الواحد - رقم يعادل راتب موظف كامل. "هذه أكبر فجوة سعرية في تاريخ العملة اليمنية"، حسب مرصد بقش المتخصص، بينما يروي أحمد محمد، تاجر من عدن يبلغ 42 عاماً: "فقدت 70% من قيمة تجارتي خلال 6 أشهر فقط، أشاهد مدخرات عمري تتبخر أمام عيني كل يوم". الأرقام تتحدث عن كارثة حقيقية: الريال السعودي وصل لـ425 ريال يمني في عدن مقابل 139.8 ريال في صنعاء.

منذ انطلاق الحرب اليمنية عام 2014، تتآكل العملة تدريجياً من 215 ريال للدولار إلى هذا المستوى الكارثي، لكن هذا التدهور فاق كل التوقعات. السبب الجذري يكمن في وجود بنكين مركزيين متصارعين، إيقاف صادرات النفط، والحصار الاقتصادي المفروض. يذكرنا هذا الانهيار بكارثة الليرة اللبنانية، لكن الوضع اليمني أكثر تعقيداً بسبب الانقسام الجغرافي المدمر. د. عبدالله الحميدي، خبير النقد اليمني، يحذر: "نتوقع مزيداً من التدهور إذا لم تُوحد السياسة النقدية فوراً، الوضع على حافة الهاوية".

بات شراء الخبز في عدن يكلف ثلاثة أضعاف سعره في صنعاء، والأدوية أصبحت كالذهب النادر في أسواق الجنوب. فاطمة السعيدي، ربة منزل من صنعاء، تشهد على المأساة: "نحن محاصرون بين خيارات مستحيلة، حتى تحويل الأموال من الأقارب في الخارج بات عبئاً ثقيلاً". النتائج المتوقعة مرعبة: نزوح جماعي محتمل من المناطق الحكومية، وتحول للاقتصاد البدائي القائم على المقايضة. سالم العولقي، صراف في عدن، يصف المشهد اليومي: "طوابير لا تنتهي من المواطنين اليائسين، وجوه محطمة تبحث عن معجزة اقتصادية لن تأتي".

انقسام عملة، انهيار اقتصاد، ومعاناة شعب بين مطرقة الحرب وسندان الفقر. الخيارات باتت محدودة: إما الوحدة النقدية العاجلة والإنقاذ الفوري، أو الانقسام الكامل والدمار الشامل لما تبقى من الاقتصاد اليمني. على المواطنين اتخاذ إجراءات فورية لحماية مدخراتهم قبل فوات الأوان. السؤال المصيري: كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد أمام انهيار يفوق كل التوقعات؟ اليمن على موعد مع المجهول الاقتصادي.

شارك الخبر