في تطور جوي مفاجئ يهز أرجاء مصر، تشهد البلاد انخفاضاً صادماً في درجات الحرارة بنسبة 50% خلال ساعات قليلة، حيث تهوي من 20 درجة نهاراً إلى 10 درجات ليلاً، مصحوبة برياح عاتية تصل سرعتها إلى 35 كيلومتراً في الساعة - سرعة تعادل سيارة تسير داخل الأحياء السكنية. هيئة الأرصاد تطلق تحذيراتها العاجلة: المواطنون لديهم ساعات قليلة فقط للاستعداد لأقسى أيام الشتاء.
الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، تكشف السر خلف هذا الطقس القارس: "البلاد تتأثر اليوم بامتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا". في هذه الأثناء، يروي أحمد السيد، صياد من الإسكندرية، مأساته اليومية: "اضطررت لإلغاء رحلة الصيد بسبب أمواج عملاقة ارتفاعها 3.5 متر تضرب الساحل كمبنى من طابق واحد، مما يهدد رزقي اليومي وأسرتي."
هذا المنخفض الجوي الاستثنائي ليس مجرد تقلب جوي عادي، بل امتداد لكتل هوائية باردة تجتاح المنطقة بقوة غير مسبوقة منذ الشتاء الماضي. الخبراء يؤكدون أن الرياح كالسكاكين الحادة تقطع الوجوه في الهواء الطلق، حيث تصل سرعتها إلى قوة مروحة طائرة الهليكوبتر. د. محمد فهمي، أستاذ المناخ بجامعة القاهرة، يحذر: "هذه التقلبات طبيعية لكنها تتطلب حذراً شديداً، خاصة مع توقع استمرار هذا الطقس القارس لمدة 3-4 أيام."
المشهد في الشوارع المصرية تغير بالكامل خلال ساعات: المواطنون يرتدون الملابس الثقيلة فجأة، فيما تتطاير أوراق الأشجار كالعاصفة الصحراوية، ورائحة المطر المنعشة تملأ الأجواء للمرة الأولى منذ أشهر. فاطمة أحمد، ربة منزل من المنوفية، تعبر عن مشاعر مختلطة: "نحن سعداء بالأمطار بعد جفاف طويل، لكننا قلقون من شدة البرد خاصة على الأطفال وكبار السن." المزارعون يعيشون فرصة ذهبية لانتعاش محاصيلهم، بينما تشهد شبكات الكهرباء ضغطاً متزايداً بسبب أجهزة التدفئة.
التحذير الأخير من هيئة الأرصاد واضح: ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة إجباري، تجنب البحر نهائياً، ومتابعة النشرات الجوية بشكل مستمر. الأيام القادمة ستشهد تحسناً تدريجياً، لكن البرودة الليلية ستستمر، والمطر قد يكون رفيقاً للمصريين خلال هذا الأسبوع. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة أقسى ليالي الشتاء المصري؟