في تطور صادم يهز أركان القلعة البيضاء، يواجه نادي الزمالك أزمة حقيقية قبل ساعات من مواجهة حرس الحدود في كأس عاصمة مصر، حيث يغيب 70% من نجوم الفريق الأساسي - رقم لم يشهده النادي العريق منذ سنوات طويلة. للمرة الأولى في تاريخه الحديث، يستعد العملاق الأبيض لدخول مباراة مصيرية بـ 8 ناشئين في التشكيلة الأساسية، في مغامرة قد تحدد مصير الموسم.
الأرقام تحكي قصة أزمة حقيقية: 10 لاعبين غائبون من الفريق الأول، منهم 5 مع المنتخب استعداداً لأمم أفريقيا، بينما يواجه المدرب عبد الرؤوف تحدياً من العيار الثقيل. "الوضع صعب للغاية، لكننا نثق في قدرات شبابنا"، يقول مصدر من إدارة النادي وهو يخفي قلقه الواضح. أحمد الطاهر، المشجع الزملكاوي منذ 30 عاماً، لا يخفي تخوفه: "أشعر بالقلق، لكن ربما تكون هذه فرصة لاكتشاف نجوم جدد".
هذا الوضع يذكرنا بأزمة مماثلة شهدها الزمالك في كأس مصر 2019، عندما اضطر للاعتماد على الناشئين وحقق مفاجأة مدوية. السبب وراء هذه الأزمة متعدد الجوانب: تضارب توقيت البطولات المحلية مع الاستعدادات الدولية، حيث انضم أحمد فتوح ومحمد إسماعيل وحسام عبد المجيد للمنتخب، بينما يشارك شيكو بانزا مع منتخب أنجولا. الخبراء منقسمون: د. محمود صبري يعتبرها "فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الجديدة"، بينما يحذر آخرون من المخاطرة بسمعة النادي.
التأثير يتجاوز أسوار الملعب ليصل للشارع المصري، حيث تشتعل النقاشات في المقاهي الشعبية بين متفائل ومتخوف. كريم النمر، الناشئ البالغ 19 عاماً، يعيش حلم العمر: "انتظرت هذه اللحظة طويلاً، ولن أضيعها". الضغط النفسي واضح على الوجوه الشابة في التدريبات، بينما تختلط رائحة العشب الطبيعي بعرق الجهد والتحدي. النتائج المحتملة متباينة: إما ظهور جيل ذهبي جديد من النجوم، أو أزمة ثقة قد تهز أركان النادي لشهور قادمة.
بينما تدق الساعات نحو موعد المباراة، يقف الزمالك على مفترق طرق تاريخي. هذه المواجهة قد تكون نقطة تحول حاسمة في تاريخ النادي العريق - إما بداية حقبة جديدة من النجوم الشباب، أو درس قاسٍ في إدارة الأزمات. على الجماهير الآن دعم هؤلاء الشباب وعدم إثقالهم بضغط التوقعات المفرطة. السؤال الذي يحير الجميع: هل ستشهد مباراة السبت ولادة أسطورة جديدة، أم ستكون فصلاً مؤلماً في تاريخ القلعة البيضاء؟