في تطور اقتصادي مفاجئ هز اليمن، شهدت محافظة حضرموت انخفاضاً خيالياً في أسعار الوقود لم يشهده اليمنيون منذ سنوات طويلة، حيث وصل سعر لتر البترول المحسن إلى 830 ريالاً فقط - رقم بدا مستحيلاً قبل أيام قليلة. هذا التخفيض التاريخي يأتي وسط ترقب واسع من المواطنين الذين عانوا لسنوات من أسعار جنونية استنزفت مدخراتهم.
أعلنت شركة النفط اليمنية في حضرموت رسمياً عن الأسعار الجديدة: الديزل بـ 1150 ريالاً للتر، والبترول الممتاز بـ 1050 ريالاً، والبترول المحسن بـ 830 ريالاً. أحمد الحضرمي، سائق تاكسي يكافح لإعالة عائلته، لم يصدق عينيه: "لأول مرة منذ سنوات أشعر أنني قادر على التنفس.. كنت أنفق 70% من دخلي على الوقود". المشهد في محطات الوقود تحول إلى احتفالية حقيقية، حيث تزاحم المواطنون بوجوه مشرقة لم نرها منذ زمن بعيد.
الخبراء يربطون هذا الانخفاض المذهل بـتحسن قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، في تطور اقتصادي إيجابي نادر وسط الأزمة الطاحنة. د. محمد السالمي، المحلل الاقتصادي، كان قد توقع هذا التحسن منذ شهور: "هذا التخفيض يمثل نقطة تحول حقيقية، مثل المطر بعد جفاف طويل". المقارنة صادمة: هذه الأسعار تشبه ما كان عليه الحال قبل عام 2015، قبل أن تغرق البلاد في دوامة الأزمة الاقتصادية.
التأثير على الحياة اليومية بدأ فورياً، حيث انخفضت تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 40%، وتوقع التجار انخفاضاً ملموساً في أسعار السلع الأساسية خلال الأيام القادمة. مريم العبدلي، ربة منزل من المكلا، تشع فرحاً: "أستطيع الآن زيارة أهلي دون حساب كل ريال.. لأول مرة منذ سنوات أشعر بالراحة المالية". المتاجر شهدت حركة تسوق أكثر نشاطاً، والمقاهي الشعبية امتلأت مجدداً بالزبائن، في مؤشرات إيجابية على بداية انتعاش اقتصادي محدود.
رغم الفرحة العارمة، يحذر الخبراء من ضرورة الاستثمار الحكيم لهذه الفرصة الذهبية وعدم المبالغة في التخزين. التوقعات تشير إلى إمكانية انتشار هذا التحسن لمحافظات أخرى، لكن السؤال المحوري يبقى: هل سنشهد استقراراً حقيقياً للأسعار، أم أن هذا مجرد هدوء يسبق عاصفة اقتصادية جديدة؟