في تطور صاعق هز أوساط العمالة الوافدة، كشفت الحملة الأمنية السعودية عن ضبط 21,600 مخالف في أسبوع واحد فقط - بمعدل مخالف كل 28 ثانية على مدار الساعة! والأخطر من ذلك أن 32,800 مخالف آخرين ينتظرون مصيرهم في رقم يعادل تعداد مدينة كاملة. الرسالة واضحة: العقوبات وصلت لـ 15 سنة سجن ومليون ريال غرامة، والوقت ينفد أمام من لم يصحح أوضاعه بعد.
أسفرت هذه العملية الأمنية المحكمة عن كشف خريطة مرعبة للهجرة غير الشرعية، حيث شكل اليمنيون 45% والإثيوبيون 54% من المحاولين عبور الحدود بطريقة غير نظامية. الملازم أول سعد العتيبي، أحد ضباط الحدود المشاركين في العملية، روى لحظات الضبط: "المشهد كان صادماً، مئات الأشخاص يحاولون التسلل تحت جنح الظلام، لكن تقنياتنا المتطورة كشفتهم جميعاً." وفي مشهد مؤثر، شاهدت أم محمد، مواطنة من الرياض، لحظة ضبط عمال مخالفين في حيها: "منظر محزن حقاً، لكنه ضروري للنظام والأمان."
تكشف هذه الأرقام القياسية عن أكبر حملة منذ "وطن بلا مخالف" عام 2017، في إطار استراتيجية رؤية 2030 لإعادة هيكلة سوق العمل بالكامل. د. فهد الشمري، خبير قانون الهجرة، يؤكد أن "هذه الحملة تعمل بدقة الساعة السويسرية، بمعدل 3,085 عملية ضبط يومياً". الأسباب عميقة ومتشابكة: تفاقم البطالة في دول المنشأ، وجاذبية السوق السعودي، وضعف الرقابة السابقة، مما خلق شبكة معقدة من التهريب والاستغلال تم تفكيكها بضبط 26 متورطاً في عمليات النقل والإيواء.
اللافت أن تأثير هذه الحملة بدأ يظهر فورياً على الحياة اليومية للمواطنين. ارتفعت أسعار خدمات التنظيف والصيانة بنسبة 15-20%، بينما يواجه أصحاب المطاعم والمقاولون صعوبة في إيجاد بدائل فورية. أحمد الحارثي، عامل يمني في الثلاثينات ترك زوجته وطفليه في صنعاء منذ عامين، يواجه الآن الترحيل خالي الوفاض: "جئت أبحث عن لقمة العيش، والآن أعود بلا شيء." لكن في المقابل، شهدت شركات التوظيف الرسمية ازدهاراً غير مسبوق وارتفعت رواتب العمالة النظامية بشكل ملحوظ، مما يفتح آفاقاً جديدة للمواطنين الباحثين عن عمل.
الرسالة الأخيرة من وزارة الداخلية لا تقبل التأويل: 15 سنة سجن ومليون ريال غرامة ومصادرة الممتلكات والتشهير لكل من يساعد المخالفين بأي شكل. مع استمرار الحملات وتشديد الرقابة، تتجه المملكة نحو سوق عمل منظم بالكامل خلال العامين القادمين. الخيار أمامك بسيط: تصحيح الأوضاع فوراً عبر الجهات المختصة، أو الإبلاغ عن المخالفين على أرقام 911 و999 و996. هل أنت مستعد لمواجهة عقوبة تدمر مستقبلك لـ 15 عاماً، أم ستختار الطريق الآمن قبل فوات الأوان؟