الرئيسية / شؤون محلية / شاهد: رحلة استثنائية تحبس الأنفاس.. شابان من البادية الأردنية ينطلقان لمكة على الإبل كالأجداد!
شاهد: رحلة استثنائية تحبس الأنفاس.. شابان من البادية الأردنية ينطلقان لمكة على الإبل كالأجداد!

شاهد: رحلة استثنائية تحبس الأنفاس.. شابان من البادية الأردنية ينطلقان لمكة على الإبل كالأجداد!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 10 نوفمبر 2025 الساعة 05:15 مساءاً

في تطور مدهش يحبس الأنفاس، انطلق شابان أردنيان من البادية الجنوبية صباح اليوم في رحلة استثنائية تمتد لـ 1200 كيلومتر على ظهور الإبل نحو مكة المكرمة، في زمن يصل فيه الطيران إلى الحرم في ساعات قليلة! عبدالله عمر الجازي وحمزة حسن الجازي يختاران طريق الأجداد الوعر بدلاً من وسائل النقل الحديثة، في مشهد قد يكون الأخير من نوعه في التاريخ الحديث.

انطلق الشابان من قصر الملك المؤسس عبدالله الأول عند الساعة العاشرة صباحاً، محملين بالزاد والماء، وقلوب تفيض بالإيمان والعزيمة. 15 إلى 20 يوماً هي المدة المتوقعة لإكمال هذه الملحمة التراثية، حيث ستواجههما درجات حرارة قد تصل إلى 50 درجة مئوية نهاراً وبرودة قارسة ليلاً. يقول أبو سالم الجازي، 75 عاماً، وهو يتذكر رحلات والده: "هكذا كان أجدادنا يسافرون قبل 60 عاماً، بالصبر والإيمان فقط".

تستحضر هذه المبادرة الجريئة أكثر من 1400 سنة من تاريخ طرق الحج، حين كان المؤمنون يقطعون نفس الدرب على ظهور الإبل كما فعل الصحابة والتابعون. الرحلة تهدف لإحياء القيم الأصيلة للبادية الأردنية والتعبير عن الوفاء لرموز الوطن، كما جاءت روح جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال. يؤكد د. محمد العبادي، الباحث في التراث الأردني: "هذه الرحلة تحيي ذاكرة أمة بأكملها وتعيدنا لجذورنا الحقيقية".

بينما تتابع أم عبدالله، 45 عاماً، رحلة ولديها بقلق الأمهات وفخر البدويات، تثير هذه المغامرة تساؤلات عميقة حول قيم السرعة في عصرنا الحديث. المبادرة قد تلهم موجة من المشاريع التراثية المشابهة وتعزز السياحة الثقافية في المملكة. سالم الكريشان، صديق الشابين، يقول بحسرة: "كنت أتمنى مرافقتهما لولا ظروف العمل، إنها فرصة لن تتكرر". الرحلة تذكرنا بأن الوصول أحياناً أهم من السرعة، والمعنى أعمق من الراحة.

في عالم يتسارع نحو المستقبل، يختار هذان الشابان العودة للماضي ليكتشفا معنى الرحلة الحقيقية. تمنى ذوو الشابين أن ترافقهما السلامة حتى عودتهما سالمين، بينما يتطلع الجميع لمتابعة هذه الملحمة التراثية. السؤال الذي يطرح نفسه: في عصر التكنولوجيا والسرعة، هل نحن بحاجة لإعادة اكتشاف طرق الأجداد لنفهم معنى الصبر والمثابرة الحقيقيين؟

اخر تحديث: 10 نوفمبر 2025 الساعة 07:11 مساءاً
شارك الخبر