في تطور صادم هز الأوساط الفنية الخليجية، كشفت الفنانة السعودية مروة محمد عن تعرضها لأكبر عملية نصب عقاري في دبي، حيث خسرت أكثر من نصف قيمة منزلها الفاخر الذي وصفته بأنه "كبير مثل القصر". الصدمة الأكبر؟ حصلت على صفر درهم مقابل توقيعها على عقد "التقييد" رغم تنازلها عن ملكية العقار. القصة التي تكشفها اليوم قد تنقذ آلاف المستثمرين العرب من الوقوع في نفس الفخ المدمر.
"كنت في حالة ضعف وأريد العلاج" - بهذه الكلمات المؤثرة روت مروة محمد تفاصيل مأساتها في بودكاست "الملز"، مكشوفة للمرة الأولى عن اسمها الحقيقي "سارة المطيري". استغل المحتالون وضعها الصحي الصعب وحاجتها الماسة للمال، حيث كانت تتلقى عروض عمل كثيرة لكنها عاجزة عن العمل بسبب المرض. "أقنعوني أن الأسعار هبطت بسبب كورونا والأزمات العالمية"، تضيف بصوت متكسر يحمل مرارة الندم. المؤامرة كانت منظمة بدقة: اتفق المشتري مع مكتب الوساطة على إبلاغ كل مشترٍ محتمل بأن المنزل مُباع، بينما كانت هي في السعودية تنتظر بيعاً عادلاً.
الخديعة تعود إلى فترة جائحة كورونا عندما شهدت أسواق العقارات العالمية تقلبات حادة، مما جعل ذريعة "تراجع الأسعار" مقنعة للغاية. هذه الحيلة ليست جديدة - فقد شهدت دبي خلال تلك الفترة زيادة ملحوظة في عمليات النصب العقاري التي استهدفت المستثمرين الأجانب، خاصة أولئك الذين يديرون أملاكهم من بعد. الخبراء القانونيون يؤكدون أن "التقييد لا يُعد تنازلاً" كما ذكرت الجهة المختصة، لكن هذه المعلومة وصلت متأخرة جداً. كالذئب الذي يتربص بالغزالة الجريحة - المحتالون يعرفون تماماً متى وكيف يضربون ضربتهم القاضية.
التأثير يتجاوز الخسارة المالية - فهذه القصة تثير قلقاً واسعاً بين آلاف المستثمرين العرب الذين يملكون عقارات في دبي. فاطمة المطيري، شقيقة الضحية، تروي: "حذرناها من أن السعر منخفض جداً لكنها كانت محتاجة للمال بسرعة". اليوم، تنتشر تحذيرات في مجموعات واتساب للمستثمرين، والجميع يسأل: كم من الضحايا الصامتين يعيشون نفس المأساة؟ الدروس واضحة: لا تتعجل في البيع وقت الحاجة، احصل على تقييم مستقل للعقار، ولا توقع أي عقد دون استشارة قانونية متخصصة.
الشجاعة في كشف الحقيقة تستحق الإعجاب - فمروة محمد لم تكتف بالكشف عن قصة النصب، بل شاركت أيضاً اسمها الحقيقي للمرة الأولى: "اسمي سارة المطيري، ولكنني أحب اسم مروة كثيراً... مروة اسم تركي، وهو نوع من أنواع الأحجار أو الصخور، وأشعر أن هذا الاسم يشبهني". صلابة الصخر التي تحدثت عنها تظهر اليوم في قرارها الشجاع لتحذير الآخرين. السؤال الآن: هل ستؤدي شجاعتها إلى إصلاحات حقيقية في النظام؟ وكم من المحتالين سيفكرون مرتين قبل استهداف ضحية جديدة؟