في حدث صاعق يعكس التزام الحكومة السعودية بحماية الأطفال ضمن رؤية 2030، أعلنت الإدارة العامة للمرور عن غرامة مالية تصل إلى 500 ريال لمن يترك أطفاله في السيارة دون مرافق حتى ولو لدقيقة واحدة. الأطفال ليسوا فقط أمانة، بل حمايتهم واجب ومسؤولية مجتمعية. القانون صار ساري المفعول الآن، وتتزايد مساعي التوعية المجتمعية لضمان الالتزام الكامل بهذه الإجراءات لحماية الجيل القادم.
تطبيق هذه الغرامات المالية يشير إلى التزام المملكة بحماية الأطفال من الأخطار التي تنشأ داخل السيارات المهجورة تحت الشمس الحارقة. الضربة القاضية تأتي في شكل درجات الحرارة التي تصل إلى 70 درجة مئوية- مما قد يتسبب في كوارث مميتة لأولئك الصغار الذين يُتركوا دون مرافق. "حماية الأطفال ليست مجرد واجب قانوني بل مسؤولية إنسانية" هكذا يقول أحمد المطيري الذي شهد عن قرب مخاطر هذه التصرفات الجسيمة عندما التزم بالقانون ونجا ابنه من حادثة خطيرة. سارة، طفلة السبع سنوات، تعرضت لضربة شمس بعد أن تُركت وحدها لـ15 دقيقة فقط.
هذه الجهود تأتي في سياق رؤية 2030 لتحسين السلامة المرورية، بتوجيه من حوادث سابقة وأسباب مناخية تؤكد على الضرورة القصوى للالتزام بالقوانين الصارمة. يتوقع الخبراء انخفاضاً كبيراً في الحوادث المماثلة وتغييرًا في سلوك أولياء الأمور. "الموقف مشابه لما شهدته أمريكا في التسعينيات، لكن لدينا فرصة لتناول هذا التحدي بجدية أكبر" هكذا يعبر د. محمد العتيبي، استشاري طب الأطفال، مؤكداً أن بضع دقائق يمكن أن تكون فارقة بين الحياة والموت.
أصبح من الضروري الآن على أولياء الأمور تعديل روتينهم اليومي لضمان عدم ترك أطفالهم في عرباتهم حتى لبضع لحظات. الجيل القادم أصبح أكثر وعياً والأطفال أكثر أماناً وسط التزام عام بسلامتهم. فرص التغيير كبيرة بفضل البرامج التعليمية التي بدأت في التدخل على نطاق واسع. ردود الفعل كانت متباينة مع ترحيب من الأمهات وقلق من بعض الآباء حيال الصرامة في تطبيق القانون.
في الوقت الذي تتواصل فيه التوجهات نحو مجتمع مروري أكثر وعياً، يبقى السؤال: "هل تستحق بضع دقائق من الراحة أن تخسر طفلك إلى الأبد؟" دعوة صريحة للتفكير الجدي والعمل بحزم نحو الالتزام الكامل بالقوانين من أجل مستقبل أكثر أماناً لأطفالنا.
