في 24 ساعة فقط، تحول فيديو مدته 30 ثانية إلى أكبر جدل ثقافي يهز العالم العربي. مع بروز صورة المايسترو المصري هاني فرحات وهو يقبل يد أسطورة الغناء العربي محمد عبده، انفجرت منصات التواصل الاجتماعي بردود أفعال متباينة. ينذر هذا الحدث بمعركة هوية تشتعل الأن، والمستقبل الثقافي العربي على المحك.
أثارت لقطات ظهور هاني فرحات بالزي السعودي وتقبيله يد الفنان الكبير محمد عبده موجة جدل عارمة. بينما لقي الفيديو ملايين المشاهدات وانهالت الآلاف من التعليقات، يقول فرحات في تصريح صاعق: "أنا مش هسكت على الباطل". من جهة أخرى، علّق تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية: "حبيبي هاني لا تهتم".
وسط هذا الجدل، يبرز صراع خفي حول الهوية الثقافية العربية في عصر العولمة. تسعى السعودية لجذب المواهب العربية، وقد كان فرحات جزءاً من هذا الجذب، مما أثار حساسية بعض المصريين تجاه "الهجرة للخليج". تتكرر الأحداث المشابهة مثل جدل محمد رمضان في دبي وانتقادات عمرو دياب للتعاون الخليجي، مما يشير إلى تعقيدات أكثر في مستقبل التعاون العربي الثقافي.
يواجه الفنانين المصريين الآن قرارات مصيرية بين البقاء في وطنهم أو البحث عن فرص عمل في الخليج. من المتوقع أن تساهم هذه الأحداث في مراجعة شاملة لسياسات التبادل الثقافي العربي. يحذر المتابعون من خطورة تسييس الفن، بينما هناك فرصة ذهبية لفتح حوار بناء. تتراوح ردود الأفعال بين الغضب الشديد والتأييد المطلق، إلا أن الجميع يدعو للحكمة والعقلانية.
تسلط قضية فرحات الضوء على صراع عميق حول الهوية والانتماء في العالم العربي. هل سيؤدي هذا الجدل لتعزيز التفاهم أم تعميق الانقسامات؟ في عالم يحتاج للوحدة العربية أكثر من أي وقت مضى، هل سنسمح لفيديو بسيط أن يفرقنا؟ علينا الحوار بعقلانية بدلاً من الانجراف وراء العواطف.
