آلاف الطلاب السودانيين ينتظرون لحظة تغيير حياتهم رغم أصوات المدافع. في خطوة تاريخية استثنائية، اعتمد رئيس مجلس السيادة الانتقالي رسميًا نتيجة الشهادة السودانية لعام 2024، معلنًا عن إتاحتها عبر رابط إلكتروني فور انتهاء المؤتمر الصحفي في بورتسودان، بعد إتمام التصحيح تحت القصف. ومع ذلك، قد تواجه المواقع الإلكترونية ضغوطًا ضخمة مع تهافت الملايين للاستعلام، لذا يجب على الطلاب الإسراع للاطلاع على نتائجهم قبل فوات الأوان.
شهدت بورتسودان احتفالية حافلة بمناسبة اعتماد نتيجة الشهادة السودانية، حيث اجتمع آلاف الطلاب وأولياء الأمور بترقب وقلق لا ينتهي. أكد د. عبدالرحمن الطيب، خبير تعليمي، قائلاً: "إنجاز النتائج في هذه الظروف معجزة حقيقية". في ظل تحديات أمنية وسياسية كبرى، استمرت العملية التعليمية كرمز للمقاومة والصمود. واستطاعت وزارة التربية والتعليم تجهيز 4 طرق مختلفة للاستعلام عن النتيجة، مما دفع ردود أفعال إيجابية بين الطلاب، مثل أحمد محمد الذي قال: "رغم نزوحنا، استطعت الاستعلام عن نتيجتي بطرق متعددة."
وسط عام دراسي استثنائي مثقل بالحرب وانقطاع الخدمات، أبدت المؤسسات التعليمية في السودان تمسكًا وإصرارًا بالسير قُدمًا، رغم الظروف الصعبة. لا تُنسى التجارب المماثلة من تاريخ الصراعات، حيث تُرمى التعليمات تحت القصف كما في امتحانات لندن أثناء الحرب العالمية الثانية. توقعات الخبراء تصف هذا الركوب بعوائق معجزة تعليمية - إنجاز في وجه المستحيل.
من المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى بداية موسم التقديم للجامعات، مما يغير شكل الحياة اليومية للعديد من الأسر السودانية. هناك فرص كبيرة للطلاب المتفوقين للحصول على منح دراسية دولية، لكن المخاطر تتضمن انهيار المواقع أو استمرار الحروب خارج الحياة الأكاديمية. من ردود الأفعال البارزة، تلك التي تُظهر فرحًا حذرًا وآمالًا مستقبلية ممزوجة بالقلق.
حتى ونحن نلخص أحداث هذا اليوم، تظل الأسئلة قائمة: هل ستتمكن الجامعات السودانية من استقبال هذا الجيل الجديد وسط هذه الظروف؟ دعم التعليم بات ضرورة، لضمان استمرار عملية التعلم في السودان. هل سيحقق هؤلاء الطلاب أحلامهم رغم أصوات المدافع، أم ستبتلع الحرب آمالهم مع كل شيء آخر؟