كشفت تصريحات الفنانة المصرية لبنى عبد العزيز الأخيرة عن تناقض صارخ في موقفها من الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت خلال ظهورها في برنامج "صاحبة السعادة" استخدامها لتقنيات شات جي بي تي في كتابة مقالاتها، بينما حذرت في الوقت نفسه من مخاطر هذه التقنيات على مستقبل البشرية قائلة "هيخلصوا مننا!".
أوضحت الفنانة الكبيرة خلال حوارها مع الإعلامية إسعاد يونس أنها تعتمد أحياناً على تطبيق الذكاء الاصطناعي في صياغة بعض مقالاتها الخاصة، مؤكدة أن القراءة والكتابة تظل شغفها الأكبر منذ الطفولة. هذا الاعتراف جاء في سياق حديثها عن اهتمامها بمتابعة المقالات المكتوبة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولكن في المقابل، أبدت عبد العزيز مخاوف شديدة من التطور المتسارع لهذه التقنيات، معتبرة أن الأمر يستدعي التمهل والحذر. وقالت إن تطور الذكاء الاصطناعي يجري بوتيرة متسارعة تشبه تجربة الاستنساخ في تسعينيات القرن الماضي، مضيفة "في رأيي لازم يهدّوا شوية في الموضوع ده، الحكاية عمالة تكبر بسرعة أوي، والبني آدم هيروح بعدين.. هيخلصوا مننا!".
يبرز هذا التناقض معضلة حقيقية يواجهها كثيرون في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يجدون أنفسهم يستفيدون من هذه التقنيات بينما يخشون تبعاتها المستقبلية. وتساءلت الفنانة عن مصير البشرية حال سيطرة الذكاء الاصطناعي على مجريات الأمور في العالم، محذرة من تقنيات التزييف العميق التي قد لا تسمح بالتعرف على الأشخاص.
استشهدت عبد العزيز بالإضرابات التي شهدتها هوليوود مؤخراً، والتي أقدم عليها آلاف الممثلين وكتاب السيناريو احتجاجاً على استبدال الممثلين ببرامج الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن ما يحدث قد يؤدي إلى طمس هوية الإنسان الحقيقي.
تعكس تصريحات لبنى عبد العزيز، التي تحمل خلفية أكاديمية متميزة وحاصلة على منحة فولبرايت من الولايات المتحدة، حالة الحيرة التي يعيشها المثقفون والمبدعون أمام التطور التكنولوجي المتسارع، والذي يوفر لهم أدوات جديدة للإبداع بينما يهدد في الوقت نفسه جوهر الإبداع الإنساني.