الرئيسية / شؤون محلية / انهيار غير مسبوق للريال السعودي في صنعاء: 140 ريالاً فقط مقابل 425 في عدن... كيف سيؤثر على تحويلاتك؟
انهيار غير مسبوق للريال السعودي في صنعاء: 140 ريالاً فقط مقابل 425 في عدن... كيف سيؤثر على تحويلاتك؟

انهيار غير مسبوق للريال السعودي في صنعاء: 140 ريالاً فقط مقابل 425 في عدن... كيف سيؤثر على تحويلاتك؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 06 سبتمبر 2025 الساعة 09:55 مساءاً

شهدت أسواق صرف العملات في اليمن انهياراً حاداً للريال السعودي في العاصمة صنعاء، حيث وصل سعره إلى 140 ريالاً يمنياً مقابل 425 ريالاً في عدن، مما يشكل فجوة ضخمة بنسبة تزيد عن 200% بين المدينتين، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول تأثير هذا التباين على تحويلات المغتربين اليمنيين والنشاط التجاري بين المناطق.

تُظهر بيانات أسعار الصرف لليوم السبت أن الفارق الشاسع بين صنعاء وعدن يعكس حالة الانقسام الاقتصادي العميق الذي تشهده البلاد. ففي الوقت الذي يحصل فيه المواطن في عدن على 425 ريالاً يمنياً مقابل كل ريال سعودي واحد، يتلقى نظيره في صنعاء 140 ريالاً فقط، مما يعني خسارة فادحة تبلغ 285 ريالاً يمنياً لكل ريال سعودي واحد.

يؤثر هذا الانهيار بشكل مباشر على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على تحويلات أقاربهم العاملين في المملكة العربية السعودية. فعلى سبيل المثال، عندما يرسل مغترب يمني ألف ريال سعودي لأسرته في صنعاء، ستحصل الأسرة على 140 ألف ريال يمني فقط، بينما لو كانت تقيم في عدن لحصلت على 425 ألف ريال يمني، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ.

تشير المؤشرات الاقتصادية إلى أن هذا التباين الحاد في أسعار الصرف يخلق فرصاً تجارية محفوفة بالمخاطر، حيث يسعى البعض لاستغلال الفروق السعرية عبر نقل العملات بين المدينتين. هذه العمليات تتطلب رؤوس أموال ضخمة وتنطوي على مخاطر أمنية ولوجستية كبيرة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة التي تشهدها البلاد.

على الصعيد التجاري، يواجه التجار اليمنيون تحدياً كبيراً في تحديد أسعار سلعهم المستوردة من السعودية، حيث يختلف السعر النهائي للسلعة الواحدة بشكل جذري حسب المنطقة التي يتم تداولها فيها. هذا الوضع يخلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المحلية ويزيد من صعوبات التخطيط التجاري طويل المدى.

يُعزى هذا الانخفاض الحاد في قيمة الريال السعودي بصنعاء إلى عوامل اقتصادية وسياسية معقدة، منها القيود المفروضة على حركة العملات وضعف الثقة في النظام المصرفي المحلي. كما تلعب سياسات البنوك المركزية المختلفة في كل منطقة دوراً مهماً في تحديد أسعار الصرف وتوجيه السيولة النقدية.

بالنسبة للمواطنين العاديين، يعني هذا الوضع ضرورة إعادة حساب ميزانياتهم الشخصية وتحويلاتهم المالية بعناية فائقة. فالعائلات التي تعتمد على التحويلات من السعودية قد تضطر إلى تعديل خططها المالية والاستهلاكية بناءً على المنطقة التي تقيم فيها والقنوات المتاحة للحصول على هذه التحويلات.

كما يؤثر هذا التباين على قطاع الحج والعمرة، حيث يواجه المسافرون من صنعاء تكلفة مضاعفة مقارنة بنظرائهم من عدن عند تحويل أموالهم للريال السعودي. هذا الوضع قد يحد من قدرة المواطنين في المناطق الشمالية على أداء هذه الشعائر الدينية أو يضطرهم للبحث عن طرق بديلة أكثر تكلفة للحصول على العملة السعودية.

تشهد أسواق الصرف في اليمن تقلبات يومية حادة تعكس حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد، مما يجعل المواطنين في حالة ترقب مستمر لأي تطورات قد تؤثر على قيمة مدخراتهم وقدرتهم الشرائية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

اخر تحديث: 08 سبتمبر 2025 الساعة 12:35 صباحاً
شارك الخبر