شهدت الجولة الخامسة من تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026 أحداثاً مثيرة ومفاجآت صادمة قلبت موازين المجموعات، حيث حققت بلجيكا انتصاراً كاسحاً على ليختنشتاين بسداسية نظيفة، بينما تلقت ألمانيا هزيمة قاسية أمام سلوفاكيا بهدفين نظيفين في براتيسلافا، في أول مفاجأة من نوعها لبطل العالم أربع مرات.
المفاجأة الأولى والأكبر جاءت من براتيسلافا، حيث نجح فريق فرانشيسكو كالزونا في تحقيق انتصار تاريخي على ألمانيا. افتتح ديفيد هانكو التسجيل قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول، بعدما استحوذ على الكرة داخل نصف ملعب فريقه وتقدم للأمام ليتبادل الكرة مع ديفيد ستريليتش ويسجل الهدف الأول. وفي الشوط الثاني، عزز ستريليتش تقدم منتخب بلاده بتسديدة رائعة استقرت في الشباك محرزاً الهدف الثاني الذي أطاح بآمال الماكينة الألمانية.
في المقابل، قدمت بلجيكا عرضاً استثنائياً أمام ليختنشتاين في فادوز، حيث سيطر لاعبو المدرب رودي جارسيا منذ البداية رغم الفارق الكبير البالغ 196 مركزاً في تصنيف الفيفا. افتتح ماكسيم دي كويبر التسجيل في الدقيقة 29 برأسية قوية، قبل أن يضاعف يوري تيليمانس النتيجة بعد 24 ثانية فقط من بداية الشوط الثاني بتسديدة رائعة.
تألق تيليمانس استمر عندما أحرز هدفاً ثانياً من ركلة جزاء، ليشارك في صناعة أكبر فوز في الجولة الخامسة. كما ساهم كل من آرثر ثيات وكيفين دي بروين بهدفين إضافيين، فيما اختتم ماليك فوفانا هذا الانتصار الكاسح بهدف في الوقت المحتسب بدل الضائع. هذه النتيجة حافظت على موقع بلجيكا في المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط فقط عن ويلز المتصدرة.
المفاجأة الثالثة جاءت من روتردام، حيث نجحت بولندا في انتزاع تعادل ثمين من هولندا بفضل تسديدة مذهلة من ماتي كاش، ظهير أستون فيلا، استقرت في الزاوية العلوية للمرمى. كان المنتخب الهولندي قد تقدم في الدقيقة 28 عندما ارتقى دينزل دومفريس لعرضية من ممفيس ديباي برأسية قوية، لكن كاش نجح في إنقاذ فريقه وتحقيق نقطة ثمينة.
هذا التعادل يمثل نجاحاً للمدرب الجديد يان أوربان، الذي نجح في إقناع المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفسكي بالعودة إلى صفوف المنتخب. بهذه النتيجة، أصبحت بولندا تحتل المركز الثاني في المجموعة، متساوية مع هولندا في عدد النقاط برصيد سبع نقاط لكل منهما.
إسبانيا لم تخيب الآمال وحققت فوزاً مريحاً على بلغاريا بثلاثية نظيفة، حيث مرر مارتن زوبيمندي الكرة إلى ميكيل أويارزابال ليسجل الهدف الافتتاحي، قبل أن يضاعف مارك كوكوريلا النتيجة بعد فشل بلغاريا في التعامل مع عرضية لامين يامال. ثم حوّل ميكيل ميرينو ركلة ركنية من يامال إلى الشباك محرزاً الهدف الثالث. واصل منتخب "لاروخا" ضغطه في الشوط الثاني لكنه اكتفى بالثلاثية.
تركيا حققت فوزاً مثيراً على جورجيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين في تبليسي. افتتح مورت مولدر التسجيل بالرأس من ركلة ركنية نفذها أردا جولر، وضاعف كريم أكتورك أوغلو النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، ثم عزز تقدم الضيوف في الشوط الثاني. رد منتخب جورجيا بهدف زوريكو دافيتاشفيلي، وأكملت تركيا المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد باريس ألبر يلماز، لكن هدف خفيتشا كفاراتسخيليا في الوقت بدل الضائع لم يكن كافياً لإنقاذ أصحاب الأرض.
المفاجأة الخامسة جاءت من كاوناس، حيث انتزعت ليتوانيا تعادلاً ثميناً من مالطا في الدقائق الأخيرة. سجل ألكسندر ساتريانو هدف التقدم لمالطا في الدقيقة 80، لكن ليتوانيا حصلت على ركلة جزاء في الدقيقة 96 نفذها غفيداس جينيتيس بنجاح ليحقق التعادل. المباراة شهدت طرد لاعبين من كلا الفريقين، حيث طُرد جاك أزوباردي من مالطا وإدغاراس أوتكوس من ليتوانيا.
أيرلندا الشمالية حققت انطلاقة موفقة بالفوز على لوكسمبورغ بثلاثة أهداف مقابل هدف، حيث افتتح إسحاق برايس التسجيل من ركلة جزاء تابعها جيمي ريد، قبل أن يعادل أيمن درداري للضيوف. في الشوط الثاني، سجل شيا تشارلز أول أهدافه الدولية، وزادت مهمة لوكسمبورغ صعوبة بطرد سيد كوراتش، قبل أن يختتم جيمي ديفيني التسجيل بالهدف الثالث.
ويلز عاد إلى صدارة المجموعة العاشرة بفوزه على كازاخستان بهدف نظيف سجله كيفر مور في مباراته الخمسين مع المنتخب الويلزي. هذا الفوز جاء بعد خسارة ويلز الأولى في مشواره أمام بلجيكا في المباراة السابقة، ليعيد الثقة لفريق المدير الفني كريج بيلامي.
هذه النتائج المثيرة في الجولة الخامسة تعكس حدة المنافسة في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، والتي ستستمر حتى نوفمبر 2025. المنافسة تزداد شراسة مع زيادة عدد المقاعد الأوروبية من 13 إلى 16 مقعداً لأول مرة في تاريخ البطولة، مما يمنح المنتخبات فرصاً أوسع للتأهل إلى النهائيات المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
