أعلن صيادلة محافظة تعز تنظيم تظاهرة احتجاجية وإضراب جزئي للمطالبة بتخفيض أسعار الأدوية، بعد تحسن سعر صرف الريال اليمني بنسبة 43%، فيما أكدوا أن شركات الدواء رفعت الأسعار بنسبة 200% عندما ارتفع سعر الصرف، لكنها لم تخفضها سوى 40% عند تراجعه.
وأوضح نشوان القباطي، أحد الصيادلة المشاركين في المظاهرة، أن الإضراب الجزئي جاء بعد عدم استجابة وكلاء شركات الأدوية والشركات المصنعة المحلية لمطالب تخفيض أسعار الدواء. وانتقد التسعيرات الأخيرة التي أصدرتها الهيئة العليا للأدوية، واصفاً إياها بـ"الوهمية" لأنها خفضت أسعار الأدوية الموجودة في الصيدليات دون المساس بأسعار الطلبات الجديدة.
من جهته، كشف الدكتور إسماعيل الخلي، نقيب الصيادلة في تعز، عن التفاوت الكبير في تعامل شركات الأدوية مع تقلبات سعر الصرف. وأشار إلى أن هذه الشركات سارعت إلى رفع أسعار الأدوية بما يزيد عن 200% عندما ارتفع سعر الصرف، بينما لم تتجاوز نسبة التخفيض 40% رغم تراجع أسعار الصرف بشكل ملحوظ.
وأكد الخلي أن شركات الأدوية وتجار الجملة تتجاهل مطالب جرد مخزونها من الأدوية وتحديد أسعار جديدة تتناسب مع انخفاض سعر الصرف، بهدف الاستفادة من فوارق الأسعار وتحقيق أرباح إضافية على حساب المرضى والمواطنين.
وطالب نقيب الصيادلة الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بالتدخل الفوري لمتابعة الوكلاء والشركات وإلزامها بالتسعيرة المناسبة، مؤكداً أن الهيئة تملك الأدوات القانونية لحل هذه المشكلة.
تزامنت تظاهرة الصيادلة مع إصدار النيابة العامة قائمة تلزم شركات الأدوية بتخفيض الأسعار بنسبة 43% لتتماشى مع تحسن سعر صرف الريال اليمني. وحددت النيابة العامة الأحد المقبل موعداً نهائياً لشركات الأدوية المصنعة والمستوردة لتسليم قوائم الأسعار الجديدة.
ورغم هذه الإجراءات، تشير التقارير إلى أن الكثير من أسعار الأدوية في مدينة تعز ما زالت مرتفعة ولم يطرأ عليها أي تخفيض يذكر منذ تراجع أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني، ما يؤكد مخاوف الصيادلة من استمرار الشركات في تجاهل الواقع الاقتصادي الجديد واستغلال حاجة المرضى للدواء.