أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في مدارس التعليم العام للعام الدراسي القادم 1447/1448هـ، في قرار يحمل فوائد نفسية وتعليمية متعددة ستؤثر إيجابياً على مستقبل الطلاب والطالبات في المملكة.
يأتي هذا القرار استجابة للآراء المتزايدة التي دعت إلى ضرورة العودة لنظام الفصلين بدلاً من النظام الثلاثي المطبق حالياً، والذي واجه تحديات متعددة في السنوات الأخيرة.

الفائدة الأولى تتمثل في تقليل الضغط النفسي على الطلاب، حيث يساعد توزيع المناهج والمقررات على فترتين زمنيتين في تخفيف العبء الدراسي بشكل ملحوظ. هذا التوزيع يمنح الطلاب مساحة أكبر للتنفس وإعادة تنظيم أولوياتهم الأكاديمية.
الفائدة الثانية تظهر في تعميق الفهم والاستيعاب، فالنظام الجديد يتيح للطلاب وقتاً أطول لهضم المحتوى التعليمي والتعمق في المواد الدراسية، مما يعزز من جودة التحصيل العلمي ويقلل من ظاهرة الحفظ السطحي.
أما الفائدة الثالثة فتكمن في تحسين الصحة النفسية للطلاب والمعلمين على حد سواء. تقسيم المهام الدراسية وتنظيم الجداول بشكل أفضل يقلل من مستويات التوتر والقلق التي كانت سمة بارزة في النظام السابق، ويخلق بيئة تعليمية أكثر استقراراً وهدوءاً.

الفائدة الرابعة تبرز في منح الطلاب فرصة ثانية لتحسين أدائهم الأكاديمي. وجود فصلين يتيح للطالب الذي لم يحقق النتائج المرجوة في الفصل الأول إمكانية تعديل مساره وتحسين معدله في الفصل الثاني، مما يعزز من فرص النجاح والتفوق.
الفائدة الخامسة والأخيرة تتعلق بتنظيم الاختبارات والإجازات بشكل أكثر وضوحاً ومرونة. هذا التنظيم المحسن يساعد المدارس في التخطيط الأفضل للأنشطة التعليمية والتقييمات، ويمنح العائلات إمكانية أكبر لتنظيم برامجهم وخططهم السنوية.
ويشدد الخبراء على أهمية استغلال الإجازة الطويلة في برامج التدريب والتطوير المهني للطلاب، من خلال تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خاصة أن معظم الطلاب يفتقرون للخبرات العملية والتطوعية المطلوبة في سوق العمل المستقبلي.