كشف استشاري الأمراض الصدرية الدكتور باسم كردي عن خطر قاتل يهدد حياة الآلاف من مستخدمي السيارات يومياً، محذراً من تسلل غاز أول أكسيد الكربون السام عبر أنظمة تكييف المركبات دون أي إنذار مسبق، وذلك بعد وفاة الطبيب السوداني عبد العزيز إدريس وزوجته اختناقاً داخل سيارتهما بالرياض.
وأوضح كردي خلال مداخلة تلفزيونية أن غاز أول أكسيد الكربون يُعد أحد أكثر الغازات السامة خطورة لكونه عديم اللون والرائحة، مما يجعل اكتشافه شبه مستحيل حتى يكون الوقت قد فات. هذا الغاز الخفي ينتج عن عمل محرك السيارة ويتسرب عبر نظام التهوية والتكييف، خاصة عند ترك المحرك يعمل لفترات طويلة في حالة السكون.
وحذر الاستشاري من أن الأعراض الأولية للتسمم بهذا الغاز تبدو بريئة تماماً، حيث تشمل التعب العادي والخمول والرغبة الطبيعية في النوم، مما يجعل الضحايا يسقطون في فخ مميت دون إدراك الخطر المحدق بهم. فعندما يتنفس الإنسان هذا الغاز، يرتبط بالهيموجلوبين في الدم بمعدل أسرع من الأكسجين، مما يحرم الأعضاء الحيوية من الأكسجين اللازم للحياة.
وأشار كردي إلى أن السيارات القديمة تشكل خطراً أكبر من الحديثة في إنتاج هذا الغاز القاتل، نظراً لافتقارها للتقنيات المتطورة التي تقلل من انبعاثات أول أكسيد الكربون. ونصح بضرورة تجنب النوم داخل السيارات مع تشغيل التكييف، وأكد على أهمية فتح النوافذ وإيقاف المكيف عند الحاجة للراحة أثناء التوقف الطويل، مشدداً على أن هذه الإرشادات البسيطة قد تكون الفاصل بين الحياة والموت.
