تحت تأثير دوي الانفجارات والغبار المتناثر فوق ميناء الحديدة، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها بعد حملة القصف الأخيرة.
بينما كانت الأبينة المتضررة تشهد على عنف الضربات، سعت حكومة صنعاء لتقديم رسائل طمأنة واضحة للجميع.
وقد برزت تلك الرسائل خلال زيارة ميدانية قادها محمد عياش قحيم، وزير النقل والاشتعال، حيث أكد على استعادة الميناء لوتيرة عمله بشكل كامل.
وأشار إلى جهود الإصلاح الحثيثة التي يقودها العاملون لتجهيز الأرصفة المتضررة في أقرب وقت ممكن، في محاولة للتأكيد على استمرارية النشاط التجاري بالميناء.
أفاد زيد الوشلي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر، بأن عمليات تفريغ السفن مستمرة على مدار الساعة، مما يضمن عدم وجود تأخير في دخول السلع إلى الأسواق.
وأوضح أن برامج التفريغ تستمر بكفاءة، نافياً ما تردد حول ارتفاع الأسعار، وملمحاً إلى أن الأنظمة اللوجستية المفعلة تلتزم بتوفير حاجات السوق بشكل منتظم.
وفي أروقة الميناء، تعمل الفرق الفنية بجد لتخطي العقبات التي خلّفها القصف، مصممة على أن تكون التحديات على قدر كبير من الإنجاز والإصرار.
وأوضح محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، أن ما يعتبره العدو ضربات موجهة لمرافق حيوية لا تعدو عن كونها محاولات يائسة في سياق سياسي معقد.
ورغم كل الاعتراضات والمصاعب، يظل مشروع تطوير الميناء مستمراً، مشيراً إلى أن كل شحنة تُفرغ تحمل معها رسالة إيجابية تؤكد أن الحياة تتواصل رغم كل العقبات.
وفي ضوء هذه التطورات، يبدو أن التحديات الاقتصادية والسياسية لن تثني العاملين في ميناء الحديدة عن أداء واجباتهم، حيث يعكس الوضع الحالي مزيجاً من المثابرة والتطلع للمستقبل.
في هذا السياق، تظل التحديات كامنة، لكن الأمل في تحسن الأوضاع والعودة إلى العمل الطبيعي يبدو مؤكداً، في ظل الدرع الصلب من الالتزام والإصرار الذي يظهره الجميع.
