وسط معاناة متصاعدة للمسافرين على الحدود اليمنية السعودية، أصدرت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري في عدن قراراً بوقف مؤقت للرحلات البرية عبر منفذ الوديعة في محافظة حضرموت.
ويأتي هذا القرار استجابة للازدحام الشديد الذي يشهده المنفذ، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لمغادرة المعتمرين من الأراضي السعودية، حيث أعلنت المملكة أن آخر موعد للمغادرة سيكون في 29 أبريل 2025، مع تحذيرات من فرض غرامات مالية كبيرة على المتأخرين.
الازدحام والتكدس كسبب لوقف الرحلات:
أوضحت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري في تعميمها الذي وزعته على شركات نقل الركاب الدولية أن قرار التوقف المؤقت للرحلات يومي الأحد والإثنين الموافقين 20 و21 أبريل الجاري جاء نتيجة للازدحام الكبير والتكدس الشديد للمسافرين والمركبات في منطقتي الوديعة والعبر.
وبحسب ما نشرته وكالات السفر، فإن هذا الإجراء يهدف إلى إتاحة المجال لدخول حافلات فارغة إلى المملكة لنقل المواطنين والمعتمرين المتواجدين داخل الأراضي السعودية قبل انتهاء فترة السماح المحددة لهم.
ويعد منفذ الوديعة المنفذ البري الوحيد الذي بقي مفتوحاً منذ بداية الحرب في اليمن عام 2015، بعدما أغلق التحالف بقيادة السعودية جميع المنافذ البرية الأخرى.
هذا الوضع أدى إلى تحول المنفذ إلى نقطة عبور مزدحمة للمسافرين اليمنيين الراغبين في الدخول إلى المملكة، سواء للعمل أو العمرة أو الزيارة.
وقد شددت الهيئة في تعميمها على أنها ستتخذ "إجراءات صارمة" ضد أي شركة نقل تخالف قرار التوقف، تشمل إيقاف النظام عليها ومنع الحافلات التابعة لها من السفر.
الإجراءات المؤقتة:
وفي إطار الجهود المبذولة للتعامل مع الوضع الطارئ، أكدت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري أنه يُسمح خلال فترة توقيف الرحلات بتسيير الحافلات الفارغة فقط لنقل الركاب العالقين داخل المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا الاستثناء في ضوء إعلان وزارة الحج والعمرة السعودية تحديد موعد نهائي لمغادرة المعتمرين، مع تحذيرات من فرض غرامات مالية قد تصل إلى 100,000 ريال سعودي على المتأخرين أو على من لا يبلغون عن حالات التأخر.
ويهدف هذا الإجراء المؤقت إلى ضمان عودة اليمنيين المتواجدين في السعودية قبل انقضاء المهلة المحددة، وتخفيف الضغط على المنفذ من خلال تنظيم حركة المرور بشكل أفضل.
موعد اسئناف الرحلات:
بحسب التعميم السابق الذي صدر السبت الماضي عن هيئة النقل، يتوقع المراقبون أن تُستأنف حركة النقل البري الاعتيادية ابتداء من يومنا هذا الثلاثاء 22 ابريل، أي بعد انتهاء فترة التوقف المؤقت، المعلنة سابقاً،
مع احتمال استمرار الإجراءات التنظيمية الإضافية لتحسين تدفق المسافرين وتقليل وقت الانتظار على المنفذ الحدودي.
التحديات الحياتية حول منفذ الوديعة:
يواجه المسافرون عبر منفذ الوديعة تحديات معيشية كبيرة نتيجة للازدحام الشديد والتكدس البشري.
فقد اضطر الكثير منهم للبقاء في العراء، مفترشين الأرض ومبيتين قبالة المنفذ في انتظار انتهاء الزحام والتمكن من الوصول إلى بوابة المنفذ للدخول إلى أراضي المملكة.
ويزيد من معاناتهم ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، خصوصاً خلال فصل الصيف، مع افتقار المناطق المحيطة بالمنفذ للخدمات الأساسية المناسبة من مأكل ومشرب ومسكن.
وقد ناشد المسافرون مراراً الجهات المعنية في الحكومة اليمنية بالتدخل العاجل لتخفيف الضغط على المنفذ وتنظيم حركة العبور وإنهاء معاناتهم المستمرة منذ سنوات.
يشير شهود عيان إلى أن الوضع يزداد صعوبة مع اقتراب المناسبات الدينية مثل شهر رمضان وموسم الحج والعمرة، حيث يرتفع عدد الراغبين في السفر إلى السعودية لأداء المناسك.
وتفيد التقارير المحلية أن بعض المسافرين يضطرون للانتظار لأيام متواصلة قبل أن يتمكنوا من عبور الحدود، مما يؤثر سلباً على أوضاعهم الصحية والنفسية، خاصة كبار السن والنساء والأطفال.