الرئيسية / محليات / "تحت الشمس المباشرة".. كيف تتحول صنعاء إلى فرن حقيقي رغم حرارة الجو المعتدلة؟.. ارقام صادمة للأرصاد
"تحت الشمس المباشرة".. كيف تتحول صنعاء إلى فرن حقيقي رغم حرارة الجو المعتدلة؟.. ارقام صادمة للأرصاد

"تحت الشمس المباشرة".. كيف تتحول صنعاء إلى فرن حقيقي رغم حرارة الجو المعتدلة؟.. ارقام صادمة للأرصاد

نشر: verified icon بلقيس العمودي 15 مايو 2025 الساعة 09:30 مساءاً

يمشي محمد، أحد سكان العاصمة اليمنية صنعاء، تحت أشعة شمس الظهيرة بينما يتصبب العرق من جبينه. 

يتساءل كيف يمكن أن تكون الحرارة بهذه الشدة بينما تقول نشرة الأرصاد الجوية إن درجة الحرارة لا تتجاوز 31 درجة مئوية. 

هذه المفارقة العجيبة التي يعيشها سكان صنعاء أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة، حيث تتناقض التجربة الحسية للحرارة مع الأرقام الرسمية. 

تبدو المدينة الجبلية، المعروفة تاريخياً بمناخها المعتدل، وكأنها تتحول إلى فرن مفتوح خلال ساعات النهار، مما يثير التساؤل حول العوامل الخفية التي تجعل الإحساس بالحرارة أشد بكثير من القراءات الرسمية لميزان الحرارة.

الأشعة فوق البنفسجية وتأثيرها:

تُظهر البيانات المسجلة أن مؤشر الأشعة فوق البنفسجية (UV) في صنعاء يصل إلى المستوى 12، وهو الحد الأقصى على مقياس هذه الأشعة الضارة. 

وبحسب خبراء الأرصاد، فإن هذا المستوى يعتبر "شديد الخطورة" ويمكن أن يتسبب في حروق جلدية في غضون دقائق معدودة من التعرض المباشر للشمس. 

الأمر الذي يفسر لماذا يشعر المواطنون بحرارة لاذعة تحت الشمس حتى عندما تكون درجة حرارة الهواء في حدود 30 درجة مئوية.

تأثير حرارة سطح الأرض:

العامل الثاني الذي يزيد من الشعور بالحرارة في صنعاء هو الفرق الهائل بين درجة حرارة الهواء ودرجة حرارة سطح الأرض. 

وتشير خرائط الطقس إلى أن حرارة السطح في العاصمة اليمنية قد تصل إلى ما بين 42 و52 درجة مئوية خلال فترة الظهيرة، وهو ما يزيد بنحو 20 درجة عن حرارة الهواء المقاسة. 

هذه المعادلة المرعبة تجعل من المشي في شوارع المدينة تجربة قاسية، حيث تمتص مواد البناء والأسفلت والجدران كميات هائلة من الطاقة الحرارية ثم تعيد إطلاقها في جميع الاتجاهات. 

وقد أوضح علماء المناخ أن هذه الظاهرة تتفاقم مع الوقت مع استمرار تعرض هذه الأسطح لأشعة الشمس المباشرة طوال ساعات النهار.

دور العوامل المناخية والجغرافية:

تلعب الطبيعة الجغرافية لصنعاء دوراً محورياً في تفاقم الشعور بالحرارة. فموقع المدينة على ارتفاع يتجاوز 2200 متر فوق سطح البحر يجعلها أكثر عرضة للإشعاع الشمسي المباشر، حيث يكون الغلاف الجوي أرق ويمتص كمية أقل من الأشعة الضارة. 

كما تتسبب التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة في خلق ما يشبه "جزر الحرارة" في بعض المناطق، حيث يتم احتباس الهواء الساخن دون تجدده بسبب ضعف حركة التهوية الطبيعية. 

ويضيف خبراء البيئة أن الجفاف النسبي للهواء في صنعاء يقلل من فعالية آلية التبريد الطبيعية للجسم عبر التعرق، مما يزيد من الشعور بالحرارة. 

حتى الرياح النشطة التي تهب خلال فترة الظهيرة لا تقدم راحة كبيرة، فهي غالباً ما تكون رياحاً جافة لا تحمل معها برودة كافية لتخفيف وطأة الحرارة المنبعثة من الأسطح الساخنة.

تفرض هذه العوامل مجتمعة واقعاً صعباً على سكان صنعاء، الذين يجدون أنفسهم يعانون من ظروف مناخية أقسى بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية. 

وبينما تستمر درجات حرارة الهواء في الظل ضمن المعدلات المقبولة نسبياً، يبقى التحدي الحقيقي في كيفية التعامل مع هذا التناقض المناخي الذي يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة خاصة خلال ساعات الذروة. 

وينصح الخبراء المواطنين بتجنب التعرض المباشر للشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة عصراً، واستخدام واقيات الشمس، وارتداء القبعات والملابس الواقية، خاصة للأطفال وكبار السن الذين يكونون أكثر عرضة لمخاطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس في مثل هذه الظروف القاسية.

* تقرير خاص أعده محرر قسم الأخبار الجوية في "يمن برس"

اخر تحديث: 16 مايو 2025 الساعة 02:45 صباحاً
شارك الخبر