في خطوة قد تُحدث تحولاً في مشهد الطيران اليمني، كشفت جماعة الحوثي بصنعاء عن مبادرة جديدة لتأسيس شركة طيران تحت اسم "الخطوط الهاشمية اليمنية".
وتأتي هذه الخطوة بالتعاون مع رجال أعمال عمانيين، مما يثير العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه المبادرة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الخطوط الجوية اليمنية.
وبينما تهدف الشركة الجديدة إلى تقديم بديلاً عن الخطوط الجوية اليمنية المتعثرة، تظل الأسئلة قائمة حول تأثير هذه الخطوة على مستقبل الطيران المدني في اليمن.
بداية القصة: تأسيس الخطوط الهاشمية اليمنية
تسعى جماعة الحوثي من خلال هذه المبادرة إلى تأسيس شركة الطيران المدنية الجديدة "الخطوط الهاشمية اليمنية"، والتي تهدف إلى تقديم بديلاً عن الخطوط الجوية اليمنية التي تواجه حالياً تحديات كبيرة.
وبحسب تقارير محلية، تتم الشراكة مع مستثمرين عمانيين، مما يسهم في تبرير الكم المتزايد من الاستياء بسبب عدم الاهتمام بمصير الخطوط الجوية اليمنية.
اللافت في هذه المبادرة هو السياسة الواضحة للتمييز، حيث يُعتقد أن الجماعة تعتزم توظيف كوادر محددة من السلالة الهاشمية فقط، مما قد يؤدي إلى إقصاء الكفاءات الأخرى.
هذه الخطوة تثير التخوفات حول إمكانية تأثيرها على قاعدة الحياة المهنية في البلاد التي تعيش على إيقاع الحرب والصراعات الداخلية.
تأثير المبادرة على الخطوط الجوية اليمنية:
الخطوط الجوية اليمنية، الناقل الوطني التقليدي، عانت مؤخراً من تراجع ملحوظ بسبب النزاع المستمر وقصف الطيران الإسرائيلي لطائراتها.
حيث تعرضت ثلاث طائرات حديثة للخسارة التامة، ما أدى إلى إخراجها من الخدمة. هذه التطورات تضعف موقف الشركة المتردي أصلاً في سوق النقل الجوي.
وقالت مصادر إن الحوثيين عمدوا إلى إضعاف الشركة بشكل متعمد وذلك عبر اتباع استراتيجيات معينة، من بينها الاستحواذ على نصف أسطول الشركة من الطائرات، في خطوة يُقال إنها جزء من البداية لتقديم الخطوط الهاشمية كبديل أقوى وأكثر فعّالية في خدمة الاحتياجات المحلية والدولية.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة الخطوط الهاشمية على تلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد.
ردود الأفعال الرسمية والمواقف الغامضة:
الغريب في الأمر أن ردود الأفعال الرسمية من جانب جماعة الحوثي كانت غائبة تمامًا.
ولم تُصدر الجماعة أي تصريح يوضح أسباب الخسائر التي تكبدتها الشركة الوطنية، مما يزيد من الشكوك حول نواياهم تجاه مستقبل هذه الشركة.
الصمت الحوثي المطبق يترك تساؤلات عدة حول مدى التزام الجماعة بإصلاح الوضع الحرج للناقل الوطني، بل ويعزز من الافتراضات المتعلقة بالرغبة في التغيير والسيطرة على قطاع الطيران في اليمن.
وتظل المبادرة الجديدة لتأسيس "الخطوط الهاشمية اليمنية" محاطة بالعديد من التساؤلات حول تأثيرها المحتمل على قطاع الطيران في اليمن.
وبينما تواصل الخطوط الجوية اليمنية مواجهة تحديات كبيرة، في ظل غياب الوضوح الرسمي بشأن تطورات هذا الملف الهام وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع اليمني.