الرئيسية / من هنا وهناك / مأساة تهز إب.. طفل يلفظ أنفاسه بصعقة كهربائية وسط صمت المسؤولين
مأساة تهز إب.. طفل يلفظ أنفاسه بصعقة كهربائية وسط صمت المسؤولين

مأساة تهز إب.. طفل يلفظ أنفاسه بصعقة كهربائية وسط صمت المسؤولين

نشر: verified icon رغد النجمي 18 أبريل 2025 الساعة 12:15 مساءاً

في مشهد إنساني مؤلم شهدته مدينة إب اليمنية مساء أمس، فقد طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره حياته إثر صعقة كهربائية قاتلة، عندما حاول الاحتماء من الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المدينة. المأساة التي أثارت موجة من الحزن والغضب بين السكان المحليين تسلط الضوء مجدداً على واقع البنية التحتية المتهالكة وغياب إجراءات السلامة العامة في ظل ظروف استثنائية يعيشها اليمن.

تفاصيل الحادثة

وفقاً لروايات شهود العيان في مدينة إب، كان الطفل الضحية يسير في أحد الأحياء السكنية عندما فاجأته الأمطار الغزيرة التي هطلت بشكل مفاجئ على المدينة. دفعه البحث عن ملاذ من المطر إلى الاقتراب من عمود كهربائي، غير مدرك للخطر المحدق به بسبب وجود سلك كهربائي مكشوف. لم يستغرق الأمر سوى لحظات قبل أن يلامس الطفل السلك المكشوف، ليلقى حتفه على الفور بصعقة كهربائية أمام أعين المارة الذين لم يتمكنوا من إنقاذه.

أشارت المصادر المحلية إلى أن الواقعة حدثت في حي سكني مكتظ، حيث تعاني شبكة الكهرباء من إهمال واضح في الصيانة الدورية. لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة على الفور رغم محاولات بعض المارة تقديم الإسعافات الأولية له، في مشهد أصاب السكان بالذهول والصدمة. وقد أوضح أحد سكان الحي أنهم سبق وأن نبهوا الجهات المختصة مراراً وتكراراً إلى خطورة الأسلاك المكشوفة، خاصة خلال موسم الأمطار، لكن دون استجابة تذكر من المسؤولين.

ردود الفعل المحلية

اجتاحت موجة من الغضب والاستياء الشديد مدينة إب فور انتشار خبر وفاة الطفل، خاصة بعد أن تناقلت وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي صور الحادثة المأساوية. تجمع العشرات من أهالي الحي المنكوب في مكان الحادث معبرين عن سخطهم إزاء التقصير الواضح من قبل الجهات المعنية. صرح أحد قادة المجتمع المحلي قائلاً: "نشهد للأسف تكراراً لمثل هذه الحوادث المؤلمة التي تحصد أرواح الأبرياء، بسبب إهمال متعمد وتجاهل مستمر لصيانة شبكة الكهرباء العامة. لقد فقدنا اليوم طفلاً كان يملك مستقبلاً واعداً، في لحظة مأساوية كان بالإمكان تفاديها لو توفرت أدنى معايير السلامة العامة".

وبحسب ما أفاد به عدد من سكان المنطقة، فإن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، حيث تكررت في السنوات الأخيرة حالات مشابهة نتيجة تهالك البنية التحتية للكهرباء في المدينة. يؤكد هؤلاء أن الإهمال المزمن والفوضى التي تعتري قطاع الكهرباء باتت تشكل تهديداً حقيقياً لحياة المواطنين، خصوصاً الأطفال الذين لا يدركون مخاطر الكهرباء. نقلت وسائل إعلام محلية عن والد أحد أصدقاء الطفل الضحية قوله: "لا يمكننا الاستمرار في العيش وسط هذه المخاطر المحدقة بأطفالنا. في كل مرة تهطل فيها الأمطار، نعيش حالة من الرعب خوفاً على أولادنا من صعقات كهربائية محتملة. نحن لا نطالب بالمستحيل، بل بأبسط حقوقنا في العيش الآمن والكريم".

الدعوات للتحقيق والمساءلة

عقب هذه الحادثة المأساوية، تعالت أصوات السكان المحليين مطالبة السلطات بفتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات الحادثة وتحديد المسؤولين عن هذا الإهمال الذي أودى بحياة طفل بريء. يشدد المواطنون على ضرورة محاسبة المقصرين وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم، بهدف وضع حد للتقصير المستمر في صيانة شبكات الكهرباء ومنع تكرار مثل هذه المآسي. أكد مصدر في المجلس المحلي بمدينة إب أن هناك توجهاً لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الحادثة واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها.

في سياق متصل، دعت منظمات مجتمع مدني محلية إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادثة، مع ضمان مشاركة ممثلين عن أهالي الضحايا والمجتمع المدني. وطالبت هذه المنظمات بإجراء مسح شامل لشبكة الكهرباء في المدينة وتحديد المناطق ذات الخطورة العالية، مع وضع خطة عاجلة للصيانة والإصلاح. وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد أعلنت هيئة محلية متخصصة بشؤون الطفولة عن تضامنها مع أسرة الضحية، مؤكدة أنها ستتابع مجريات التحقيق وستعمل على توعية الأطفال بمخاطر الكهرباء وسبل الوقاية منها.

في خضم هذه المأساة الإنسانية، يبقى السؤال الأهم: متى ستتحرك الجهات المسؤولة بشكل جاد لوضع حد لهذا الإهمال المتكرر؟ إن حياة الأطفال والمواطنين في مدينة إب وغيرها من المدن اليمنية تستحق اهتماماً أكبر وإجراءات عملية فورية تضمن سلامتهم وتحميهم من مخاطر قد تكون قاتلة. الدرس المستفاد من هذه الحادثة المؤلمة هو أن الوقاية وصيانة البنية التحتية ليست ترفاً، بل ضرورة حياتية لا يمكن تأجيلها أو التهاون بشأنها حتى لا ندفع ثمنها من أرواح أبنائنا.

اخر تحديث: 18 أبريل 2025 الساعة 01:33 مساءاً
شارك الخبر