الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٧ مساءً

تخلفنا بترك تعاليم ديننا

د. ثري إبراهيم جابر
الجمعة ، ٠١ مارس ٢٠١٣ الساعة ١١:٢٨ مساءً


لا يستطيع أحد أن ينكر أو يتجاهل الحالة التي يعيشها الوطن العربي بمعظم مجتمعاته من التخلف والجهل العلمي والتبعية السياسية والاقتصادية والضياع الاجتماعي والفساد الأخلاقي والانحطاط الثقافي...، هذا الوطن الذي تنتمي غالبية أمته إلى الدين الإسلامي، ذلك الدين الذي جعل الحفاة العراة سادة وقادة وفاتحين حتى حكموا العالم. ومن هذا يمكن طرح العديد من التساؤلات بل الاستغرابات والتعجبات... على شكل أين الخلل؟؟ وما هي الأسباب وراء ذلك؟؟ ولماذا وصلنا إلى هذا الحال؟؟ وهل نحن أحياء أم أموات!!!
هانت علينا أنفسنا بسكوتنا وموافقتنا على مفهوم العالم الثالث وإدراج وطننا العربي ضمنه، حتى أصبحنا نردده للتعبير عن دولنا، ونعلم أن مفهوم العالم الثاني قد اختفى ولم يعد يستخدم بعد ولم يبق هناك إلا عالم أول وعالم ثالث، فلماذا نبقي أنفسنا في إطار العالم الثالث دون العمل على إلغاء هذا المفهوم ورفع دولنا إلى مستوى دول العالم الأول!!! فلا أرى في ذلك إلا إهانة ومهانة لنا نحن أهل الإسلام للأسف الكبير...
هل دول العالم الأول لها تاريخ أعرق من تاريخنا وحضارة أرقى من حضارتنا؟؟ بالطبع لا فنحن أصحاب التاريخ العريق والحضارة الراقية، إلا أن التاريخ ليس السبب في رفع شأنهم وانحطاط قدرنا، فكثير من الدول المتقدمة ليس لها تاريخ وهي حديثة نسبيا في تاريخها مثل كندا وأستراليا.
فإن لم يكن التاريخ هو السبب، فهل يكون في امتلاك تلك الدول الموارد الطبيعية؟؟ أيضا نستطيع الاجابة هنا بالنفي، فهناك دول مثل اليابان صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم هي دولة فقيرة بالموارد الطبيعية وتعتمد بشكل كلي على الاستيراد للمواد الخام ومن ثم تصديرها، في حين أن الوطن العربي يحتوي على أهم وأغنى الموارد الطبيعية دون استغلال حقيقي لها.
وحتى لا نحير أنفسنا في طرح التساؤلات وإبطالها، نجيب بكل صراحة بأن الخلل ناتج عن ضعف "ثقافة المجتمع" المبنية على مفاهيم التربية والتعليم المستندة إلى الدين الإسلامي، وهذا الأمر توضيحه وإثبات صحته بسيط للغاية؛ ويمكن ذلك من خلال ذكر المبادئ والأسس التي يتخذ منها الفرد في دول العالم الأول سبيلا في تنظيم وضبط حياته والتي من المفروض أن تكون متوفرة لدى العربي المسلم والنظر في هذه الأشياء إن كانت موجودة لدى العرب أم لا، وسأذكر بعض من تلك المبادئ على سبيل المثال لا الحصر: "احترام الأنظمة والقوانين – الشعور بالمسؤولية – استغلال الموارد المادية والبشرية وتوظيفها بشكل جيد – تشجيع الابتكار والابداع والبحث العلمي – جذب أصحابا لكفاءات والعقول من كافة أرجاء المعمورة – توظيف الخبرات والمؤهلات بعيدا عن الواسطات أو المحسوبيات ..." هذه الأمور والتي يستمد جوهرها من الدين الإسلامي الذي نادى بها وحث عليها وغيرها الكثير تفتقر له الدول العربية مما كان سبباً جوهرياً في كونها حقيقةً دولاً تنتمي للعالم الثالث دون افتراء أو ظلم.
فأين السبيل للخروج من تلك الحالة المزرية؟؟ كل صاحب عقل يستطيع أن يجيب على هذا السؤال بمجرد سماعه بالقول أن الحل يتمثل بالرجوع إلى الدين الإسلامي مصدر العزة والفخر، فكثير من العرب أفرغ الدين الحنيف من روحه واكتفى بالعبادات الفردية من صلاة وصوم ناسياً متناسياً أن الإسلام الحنيف هو نظام حياة من ألفها إلى يائها. هذا الدين الذي ابتعد عنه العرب أخذ به الغرب وطبق روحه ومبادئه وتعاليمه حتى صار إلى ما صار عليه الآن، نحن أولى به منهم، فعلينا بالرجوع إلى الدين للرجوع إلى عزنا ورفعة شأننا
باحث سياسي