الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٥ مساءً

رسالة إلى بشار الأسد

د. ثري إبراهيم جابر
الاربعاء ، ٠٦ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
عرضت كافة المحطات الفضائية والاخبارية خبر قيام الطائرات العسكرية الإسرائيلية الأربعاء 30 يناير بقصف جوي استهدف قافلة عسكرية بالقرب من دمشق بحجة "منع تهريب أسلحة إلى حزب الله اللبناني" ثم أعلن النظام السوري أن الغارة كانت على مركز عسكري للبحوث العلمية في ريف دمشق وهو "المسؤول عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس" بحسب النظام السوري. وبغض النظر عن الهدف الذي ضرب، دون إغفال أهمية أي من الهدفين. ما يعنيني هنا هو الضارب وهو الطائرات العسكرية الإسرائيلية، والمضروب وهو النظام السوري على أرض سوريا.

تأتي هذه الضربة العسكرية بعد أن اعتدنا على سماع التهديدات والتحذيرات الإسرائيلية الموجهة إلى إيران وحلفاؤها مراراً وتكراراً، والتي كان يقابلها في كل مرة تهديد أكثر حزماً وأعلى شدة في هالته الإعلامية، وكل من الطرفين لم يترك على مدى سنوات عديدة ووفقاً لأجندة وسياسات محددة ومرسومة التهديدات للطرف الآخر دون إقدام أي منهما على أي إجراء فعلي مما اعتادت آذاننا على سماعه منهما. فلا إسرائيل أقدمت على توجيه تلك الضربة ولا إيران قامت بمحو إسرائيل عن الخارطة، هذا الواقع يزيد في تأكيده على صدق كثير من التقارير الدولية التي استبعدت توجيه ضربة عسكرية لإيران من قبل إسرائيل.

فهل التهديدات الإيرانية الموجهة لإسرائيل تختلف هذه المرة مع دعمها الكامل والمطلق لنظام الأسد وهي تدعوه للقيام برد مماثل على الغارة الإسرائيلية على سوريا؟ أتوجه هنا بسؤالي إلى بشار الأسد ماذا ستفعل هذه المرة؟ هل أنت متأكد من جدية هذا الدعم والموجه ضد إسرائيل؟ أم سيكون لك موقفاً مشابهاً لما حدث في 6 سبتمبر العام 2007م عندما أقدمت الطائرات العسكرية الإسرائيلية بضرب المفاعل النووي السوري، وتكتفي بإطلاق العبارة الكلاسيكية "سنحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين"!!!

طبعاً مع هذه الحادثة كثرت التحليلات، والتساؤلات، حول الرد السوري من عدمه، والحجج الداعمة لكل وجهة نظر أو سيناريو محتمل. ولكن نستطيع القول هنا بأن بشار الأسد لن يقدم على فعل أي شيء حيال الضربة التي وجهت له بحجة التخوف من اعطاء ذريعة لإسرائيل لضرب أهداف واسعة تؤثر في موازين القوى على الأرض السورية يكون لها تأثير فعال على قواته وما تمارسه بحق الشعب السوري، وسيكتفي بمحاربة إسرائيل عبر قتله المدنيين باعتبارهم ارهابيين على علاقة مباشرة مع إسرائيل التي تدعمهم من أجل ضرب البنى التحتية وتخريب مراكز التنمية والتطوير وفقاً لرؤيته واعتقاده.

أما أنا شخصياً فأرى أنك يا بشار ولا غيرك ممن يصورون لك دعمهم المطلق والكامل فاعلون شيئاً، فلستم أهلاً لذلك وانتم تقتلون أبناء الشعب السوري وتدمرون بيوتهم فوق رؤوسهم، فطائراتكم مشغولة بقصف المواطنين بصواريخكم المحرمة على الإسرائيليين.

ملاحظة: أتقدم بالشكر الجزيل لمن تقدم من الدول العربية، بارك الله فيهم... فحالهم أفضل من باقي الدول التي لم تذكر أي شيء حول انتهاك سيادة دولة عربية وإن كنا نختلف مع نظامها الحاكم.