الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٢ مساءً

الحرب السعودية - الايرانية قد تنتج فتتئم

خالد رأفت
السبت ، ١٥ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٢٠ مساءً
لا ينكر احد ان هناك حرب ايرانية سعودية باردة ولكنها كل يوم تزداد سخونة ومما اوقد تحتها الحطب الثورات العربية مع الاختلاف المتباين خصوصا مع الملفين البحريني والسوري وليست تلك التصريحات والتهديدات وليدة اليوم بل لها ردحا من الزمن وخصوصا ان الخلاف على اساس عقدي متغرس في الاجيال يصعب انتزاع فتيلته الا بجهود مضنية ولكن مما لفت نظري وهو ابراز العضلات فيما بين تلك الدولتين وكل دولة هي وشعبها يظن ان الاخر لقمة سائغة بينما هم واهمون في ذلك

لو رفع أي ايراني او سعودي سماعة هاتفه وسأل احد اليمنيين عن الحرب لشخصها له تشخيص دقيق فما بالك بين دولتين ذات ثقل اقليمي وعالمي في منطقتهما ان الحرب ايها الشعب السعودي ـ الايراني تحرق الاخضر واليابس بغض النظر عن
المنتصر في النهاية او المحق تهدم الحروب بنية تحتية في شهر واحد ما لا يستطاع بناءه في سنوات طوال فكيف بكل منهما ان يضحي بمواطنيه ومنجزاته العملاقة من اجل الحرب على السيادة او الاتجاه العقدي او ايا كان وكان الاجدر بالدولتين الا يتعبوا انفسهم ويهلكوا الناس من وراءهم
لما لحرب مثل هذه من تداعيات على المنطقة ما لا يحمد عقباه

وان يجتمعوا على حلول ومنطلقات تجعل كلا في فلكه مع احترام الاخر والدعوة بالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن وعادة ما تكون الحروب الباردة مقدمات لأشياء مخيفة جدا اذا لم يحكم العقل في حينه مع العلم ان هناك لاعب ثالث في ذلك العداء يريد ان يحقق مصالحه بينما لا يعلم ان قد
يكون هو الخاسر الاول والجميع خسران بدون استثناء احد من المنطقة وليت ان تهتم كل دولة من تلك الدولتين بتنميتها وتعاملها الحسن مع الاخر بدلا من نصب الشراك في اماكن مختلفة يكون ضحاياها من ليس له في الامر جمل ولا شاه وقبل ان ينقلب سحر الساحر عليه فيندم ولات حين مندم
واقول لكل من سولت له نفسه قد خبر الحرب قبلك اخرون وها هو حكيم العرب في الجاهلية زهير بن ابي سلمى ويقول

وما الحرب الا ما علمتم وذقتم .... وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها دميمة .... وتضر اذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثفالها .... وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم