الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٠ صباحاً

بقايا مخابرات !!

نيزان توفيق
الأحد ، ١٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
● في البدء سقطت أو بالأصح سُلمت ، محافظة أبين لمجموعات مسلحة أومن يطلق عليهم "جهاديين" ،ثم تكرر هذا السيناريو في غير مدينة ومحافظة يمنية ، كرداع مثلا ..

وإذا بهذا السيناريو يقترن بحملات تصفية ــ شبة منظمة ــ استهدفت شخصيات عسكرية ومدنية وعلى وجه الخصوص في المحافظات الجنوبية ، وهي الحملات التي طالت وزير الدفاع نفسه !!

وبالتوازي مع ذلك السيناريو وتلك الحملات كانت هنالك عدة عمليات تخريبية ودموية هنا وهناك وللمثال لا للحصر.. تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وصولاً إلى قنبلة لاجئين أبين في زنجبار وأخرها ــ وليس أخيراً ــ محاولة اغتيال وزير الإعلام وفي عز الظهر !!

●● ترى من وراء كل ذلك ؟! سؤال غبي .. أليس كذلك ؟؟

فاصغر خلق الله عمراً وعلماً ، سيجيب من الوهلة الأولى أن النظام هو المتهم الأول و الأخير فهو المستفيد الوحيد من كل ذلك .. لكن لم يعُد هناك نظام بل "نظام سابق" ! فعن أي نظام نتحدث .. أو بصورة أخرى ، عن أي قوى من النظام السابق نتحدث ؟!

والحق أن الرؤوس التي وقفت ، وتقف ، وراء تلك الجرائم القذرة والغبية في آن ، ليست "سياسية" بالضرورة بقدر ما هي "بوليسية" بالضرورة !!وان كان الجناح السياسي ـ الذي يحتضر الآن ـ قد شارك في زراعة الكثير من الأشواك والألغام ، فكأرجوز أبله في يد هذا "البوليس" !!

يعني شُغل مخابرات أو قُل البقايا المتبقية من هذه الأجهزة ـ سيئة الصيت ـ وأقول بقايا، فالسواد الأعظم قد غادرها مبكرا صوب ساحات وميادين الحرية والتغيير المنتشرة في جُّل أركان الجسد اليماني ، ابتغاء حياة كريمة لطالما حلموا بها طيلة عقود من الزمان ..

هي البقايا التي أوعز إليها إدارة شئون النظام الأمنية والإعلامية والسياسية بصورة مباشرة منذ اندلاع ثورة الشباب السلمية في فبراير الماضي ، وباليتها أثبتت شيئا آخر غير الفشل الذريع والمتوالي خلال الشهور العشرة الفائتة ، رغم الإمكانيات "الشيطانية" الحديثة جدا التي تمتلكها هذه البقايا !!

وليس ببعيد أن يأتي يوم تكشف فيه تفاصيل جديدة عن دور هذه البقايا ،نفسها، في جّر رأس النظام إلى سويداء الجحيم !!

□ □ □

هي بقايا يقطُر منها الخبث والحمق من كل مسام ، وهي الآن تخوض غمار ماراثون "الشهقة الأخيرة" ولأنها لا تؤمن البتة بأي قوانين أو قواعد سماوية كانت أو أرضية ، ستسعى بصورة اشد من ذي قبل ،عبر مختلف الأدوات وشتى القنوات ، للتشويش والتشهير !!

ولاشك أن الواحد والعشرين من فبراير سيكبح جماحها كثيرا وإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية ستقوض من شيطنتها أكثر ، إلاّ أن تلاشيها تماما يعتمد كل الاعتماد وبالدرجة الأولى على حكمة وحنكة رئيس الجمهورية المقبل وصناديد حكومة الوفاق ..