الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٠ مساءً

»المُحال« هو سيد »الحال« !!

نيزان توفيق
الخميس ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
»قد أختلف معك في الرأي.. ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في الدفاع عن رأيك..«

السطور أعلاه، قول فذ للفيلسوف الفرنسي الجهبذ »فولتير« أوهي ربما حكمة أثيرة والحق أنها أقرب إلى نصّ مقدس وهي بالفعل كذلك، اندلقت من فم صاحبها في لحظة ما إثر حدث أو حادثة ما، ثم مات ودفن وتلاشت جزيئات الجسد بين حبات التراب وانتهى.. إلاًّ أن التاريخ ظل محتفظاً بسطوره في ناصية الذاكرة يُذكر بها، دوماً، الأجيال عبر مختلف الأزمان وعديد الأمكنة!!

وكسطور وهبها التاريخ صك القداسة، كان الأحرى بنا - كعادتنا الأصيلة في تقدير وتوقير ما هو مقدس - أن نؤمن بها !.. لا إيمان القول بل الفعل والسلوك المتأتي من قناعة إيمانية مغروسة في سويداء القلب.. بَيْدَ أن لسان حالي وحالك والحال برمته يؤكد بما لا يدع مجالاً لذرة شك أن »المُحال« هو سيد »الحال« !!

فما يزال - حتى اللحظة - البعض منا في حقيقة الأمر لا يؤمن بحريته ، وإذا وهبها اغتصبها قبل أن يتعرف عليها!
والبعض الآخر - منّا أيضاً – لا يؤمن إلاَّ بالعبارة الأولى من هذا النص »الفولتيري« الفذ. ولأنه حاذق - أو هكذا يحسب نفسه - تجده في الليل يلحن كل ما تجود به قريحته من خواطر على وزن »حرية«، ليتغنى بها في الصباح أو قد يخطها بألوان باهيه ويضعها في إطار زاه ليعلقها فوق المكتب أو على باب المنزل وفي قراره نفسه يضيق بها ومعها حد الغثيان بل الهستيريا!

هي ليست أكثر من كابوس مروع أو »رازم دائم« يؤرق حريته، التي لا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر! هي حرية »جوبلزية« متمردة، لا تخضع لقواميس البشر ولا لنواميس الحياة. حرية تتجاوز - في أحايين كثيرة - حدود الحرية نفسها إلى أتون الفوضى عينها! إنها حرية مفتوحة على الجهات الأربع لا تؤمن بشيء !!

< < <

صديقي العزيز، لا بأس بأن تنضم إليَّ في مسيرة الغد للمطالبة بالحرية ولكن إياك أن تجرؤ فتجادلني فيها أو تراودك نفسك فتطالبني بها، فقط ردد خلفي كببغاء قادم للتو من أعماق الأمازون! فلا مانع لديَّ أن أختلف معك في الرأي ولكني ياصديقي العزيز مستعد أن أدفع حياتك ثمناً لحقك في الدفاع عن رأيك!!

< < <

لا أدري من قال إن »الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية«.. لكنني أدري جيداً أنه قول فذ لا يختلف عليه اثنان عند كتابته على صدر ورقة بيضاء أو كمانشيت صحيفة، لكنهم يختلفون حد إراقة الدم وإزهاق الروح حين تتجاوز مفردات هذا القول حدود الورقة والمانشيت إلى تخوم الجغرافيا!!