الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٩ مساءً

هذا ما أتمناه ..

نيزان توفيق
الجمعة ، ٠٩ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
منَّح الشعب ثقته للأخ عبد ربة منصور هادي كرئيس توافقي يوم ثلاثاء الواحد والعشرين من فبراير الفائت ، رغم ذلك مازال الشك يعشش في رؤوس البعض حول قدرات الرئيس المنتخب ، وهو برأيي شك مشروع وليس بإثم طالما أن الرجل منذ اختياره ـ ول...ن أقول تعينه ـ في العام 94م كنائب لرئيس الجمهورية السابق وهو "مركون على جنب" !!

لم تُمنح له الصلاحيات كنائب رئيس جمهورية .. أُريد له أن يحضر كُلّ المراسيم الرسمية منها والشعبية ، كمشاهد وليس كمشارك وان شارك فهي مشاركة لا تعدو كونها صورية أو بروتوكولية فحسب!!

أُريد له أن يشاهد ويشاهد فقط، وكان بالفعل يشاهد لكنة لم يكن يشاهد بمقلتيه ـ كما كانوا يعتقدون !ـ بل وبتلابيب العقل وتلافيف الوجدان أيضاً !!

كان هادي طيلة 17 عاماً مشاهد محترف يشاهد كل "حاجة" بهدوء مطلق أو مطبق وغالباً ما كان يكتفي التعبير بالابتسام الخفيف أو التجهم الأخف !

ثم جاءت اللحظة التي لم يحسب لها احد أي حساب بما فيهم هادي نفسه وكذا رئيس وأزلام النظام السابق ، فكان "ابن هادي" الأبرع في إمساك العصا من المنتصف .. ولعلّنا نتذكر وقوفه الجريء في وجه صقور حزبه ، إحداها كانت بتهديده إياهم المغادرة إلى عدن إذا استمروا التدخل في الصلاحيات الممنوحة له بموجب اتفاق التسوية الخليجي ،وهي إحدى المواقف المفاجئة التي لم يكن ـ يومها ـ أولئك الصقور الرعاديد يتوقعونها من شخص حرصوا جيداً أن يجلسوه في كرسي المشاهدة، دائماً وأبدا !!

وبرغم تلك المواقف الواضحة والهادئة أيضاً استمر هادي في إمساك العصا من المنتصف طيلة شهور مشحونة بالبارود والدماء والدموع ..

وان كانت الأيام القليلة المقبلة ، وهذا بلا شك، ستزيح الستار أكثر وأكثر عن نهج ومنهج رئيسنا التوافقي ، أجدني أقول ـ بشيء من التفاؤل المصبوغ بنوع من التمني ـ أنها ستكشف النقاب عن توجهات واضحة وصريحة تتسامى مع فئات ومكونات الشعب لاسيما مع أهداف الشباب الثائر المرابط في ساحات وميادين التغيير والحرية في غير محافظة ومديرية يمنية ..

ثم ألم يقُل في احدي خطاباته " لقد رمى الشباب حجراً ضخماً حرك المياه الراكدة" وقال في آخر أن " الشعب لم يعُد يقبل بأنصاف الحلول " وأقوال كهذه تبدو ليّ أنها غير قابلة للذوبان أوهي لمجرد الكلام بل أجدها تنبئ بأفعال أكثر استثنائية بأكثر جراءة وشجاعة وما القرارات التي أصدرها مؤخراً والتي شملت تغيرات قيادات أمنية وعسكرية إلاّ بداية لهذه الجراءة وتلك الشجاعة ..

وعلى كُلّ حال وفي جُلّ الأحوال نحن اليوم غير نحن بالأمس ولذا ليس بالإمكان أن يكون كما كان ..