الرئيسية / تقارير وحوارات / مواطن يمني من شريحة المهمشين يتحدث عن التمييز الذي يتعرضون له
مواطن يمني من شريحة المهمشين يتحدث عن التمييز الذي يتعرضون له

مواطن يمني من شريحة المهمشين يتحدث عن التمييز الذي يتعرضون له

10 يونيو 2017 12:31 صباحا (يمن برس)
يرتدي سلطان علي (35 عاما) بدلته البرتقالية كل صباح، ويتجول في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء لجمع القمامة وتنظيف الأرصفة. يخضب عرقه وجهه الداكن قبل أن يسقط على الأرض ليختلط بالأتربة التي يزيحها جانبا.

ينتمي سلطان الذي يعمل كناسا، إلى فئة يطلق عليها في اليمن "الأخدام" بسبب لون بشرتهم الداكنة. "هذا الوصف يستفزني"، يقول سلطان لـ"موقع الحرة".

يشكل ذوو البشرة الداكنة الذين يفضلون لقب "المهمشين"، نحو خمسة في المئة من عدد سكان اليمن الذين يبلغون نحو 27 مليون نسمة، وفقا لتقديرات غير رسمية.

ومثل سلطان الذي يعيل ثلاثة أطفال، يعمل غالبيتهم في قطاع النظافة.

يتعرض المهمشون وعائلاتهم لأنواع من التمييز والتضييق في اليمن، وفق دراسة أجرتها منظمة دال المحلية بالتعاون مع منظمة Save The Children ونشرت قبل سنوات.

ويعتقد أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء ناصر الذبحاني أن القانون لا يستطيع حل هذه المشكلة بسبب "تجذر الفوارق الاجتماعية والثقافية وعدم تغير وعي الناس".

ويعيش كثير من المهمشين الذين يعتقد اليمنيون أنهم من نسل بقايا جيش أثيوبي حاول احتلال اليمن قبل دخول الإسلام، في تجمعات سكانية معزولة على أطراف المدن يطلق عليها اسم "المحاوي".

في أحد هذه المحاوي يعيش خالد علي الحاج (50 عاما) صحبة 200 أسرة فقيرة من المهمشين.

"يتعرض أطفالنا لمضايقات في المدارس (بسبب لون بشرتهم)، وهذا يؤدي لحرمانهم من التعليم"، يقول خالد لـ"موقع الحرة".

ويعتقد أن المحظوظ من المهمشين هو من يحصل على وظيفة في قطاع النظافة لأنها تضمن دخلا ثابتا حتى وإن كان لا يتجاوز الـ50 دولارا شهريا.

وفي مديرية جبل حبشي جنوبي مدينة تعز، تعرض سكان قرية من المهمشين للتنكيل والتشريد بسبب تقدم شاب منهم لخطبة فتاة من السكان البيض.

ويروى الناشط الحقوقي اليمني يحيي صالح أن نحو 200 مسلح قاموا بإحراق نحو 42 منزلا في هذه القرية وهدمها، و"للأسف الشديد لم تحرك السلطات ساكنا"، حسب قوله.

ورغم أن مشكلة التمييز قديمة في اليمن، فإن الظروف الجديدة التي يعيشها هذا البلد والحرب الدائرة فيه ربما تساهم في انتشار المشكلة، على اعتبار "أن الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تكرس التعصب والتمييز"، حسب ما يرى أستاذ علم الاجتماع ناصر الذبحاني.

وبانتظار أن تنتهي الحرب ويغير المجتمع اليمني نظرته السلبية إلى هذه الفئة من المواطنين، يحلم سلطان بأن يحظى أطفاله الثلاثة بمستقبل خال من التمييز، وألا يرثوا عن أبيهم لقب "خادم" بسبب بشرتهم الداكنة.
شارك الخبر