الرئيسية / تقارير وحوارات / تعرف على الشاب اليمني «صائد القهوة» الذي تصدر أغلفة مجلة "فوربس" العالمية (حوار+صور)
تعرف على الشاب اليمني «صائد القهوة» الذي تصدر أغلفة مجلة \"فوربس\" العالمية (حوار+صور)

تعرف على الشاب اليمني «صائد القهوة» الذي تصدر أغلفة مجلة "فوربس" العالمية (حوار+صور)

20 مارس 2017 08:50 صباحا (يمن برس)
"بن اليمن يا درر، يا كنز فوق الشجر، من يزرعك ما افتقر، يا سندس أخضر مطرز بالعقيق اليماني".

هكذا تغنت الأغنية الشعبية اليمنية بالبن؛ كونه المحصول الأكثر شهرة عالميًا، الذي ظل مرتبط باسم اليمن، حيث تُعد القهوة اليمنية من أجود أنواع القهوة في العالم.

وبالرغم من عدم وجود إجابات واضحة حول المكان الأصلي لأكتشاف نبات القهوة؟ ومتى بدأ تناولها على هيئة مشروب ساخن، ومن صاحب الفضل في تخفيف وتحميص وطحن حبوبها؟

إلا أن الثابت تاريخيًا، أن البن اليمني قد بلغ أوج ازدهاره، بالقرنين السادس والسابع عشر، حيث بدأ تصديره إلى الخارج عن طريق ميناء المخاء، والتسمية التي اشتهر بها آنذاك كانت Mocha Coffee – موكا كافي.

غير أن هذا الازدهار تبدد في الوقت الحالي، جراء الظرف السياسي الراهن، وعدم وجود دعم من الحكومة لصناعة البن، وندرة المياه، واعتماد المزارعين على الأمطار بشكل كامل، وتفتت ملكية الأراضي الزراعية، مما أدى لتراجع صناعة البن في العديد من مناطق اليمن.

ولكن هُناك محاولات من جانب رواد الأعمال اليمنيين من الشباب، لمُجابهة تلك الظروف، وإنعاش صناعة البن اليمني من جديد، بإدخال التقنية الحديثة، والترويج للأسواق العالمية عبر الإنترنت.

وقد اختارت مجلة فوربس – الشرق الأوسط مؤخرًا رائد الأعمال اليمنى حسين أحمد، للظهور على غلاف عددها الأخير، والذي صدر بمنتصف مارس الحالي؛ كونه المدير التنفيذي لشركة Mocha Hunters، المعنية بصناعة البن اليمني، والتصدير للخارج.

حيث يستهدف من خلال شركته الناشئة إعادة إنعاش زراعة البن في اليمن، وتمكين هذا المحصول من استعادة مكانته وشهرته العالمية.

نص الحوار:

في البداية، عرف قارئ أراجيك بنفسك، وبمؤهلاتك، ومشاريعك السابقة؟

اسمي حسين أحمد، أبلغ من العمر ٣٨ عام، يمني الجنسية، وأنحدر تحديدًا من صنعاء العاصمة، حاصل على شهادة التذوق الدولية للبن، من منظمة Coffee Quality Grader الأمريكية، وقد سبق أن أسست أكثر من شركة ومشروع ناشئ، وكان آخرهم شركة Study United، والمُتخصصة بتسهيل عملية تسجيل الطلاب العرب الراغبين في دراسة اللغة الإنجليزية في الخارج، كما سبق وأن أسست مقهى بمدينة طوكيو اليابانية.

من أين جاءتك الشرارة الأولى لفكرة تأسيس شركة Mocha Hunters الناشئة حديثًا؟

كانت الشرارة الأولى عقب عودتي من اليابان مباشرًا، حيث فكرت في تركيز عملي على تصدير البن اليمني الفاخر إلى أمريكا.

ثم أضاف، وأثناء قيامي عام 2014 برحلة عمل قادمًا من مدينة سياتل الأمريكية، اندلعت الحرب اليمنية فاضطرني الوضع المُلتهب لوقف النشاط والبقاء هُنا.

ومن أجل دفع تكاليف المعيشة، عملت بعدد من الوظائف المُتواضعة، كسائق لدى Uber، بالإضافة لمستوظف لدى متجر خاص ببيع الهواتف النقالة.

ثم التقيت هُنا بالصديق والشريك المؤسس للشركة أدهم الجهمي، وهو ريادي أعمال مُتميز، ويعمل لدى فيسبوك، وكان زميلي في السكن أثناء فترة إقامتي السابقة في سان فرانسيسكو.

وقد أعجب الجهمي كثيرًا بعشقي للقهوة، واهتمامي بكل التفاصيل الخاصة بصناعة البن اليمني، فقضينا وقتًا طويلًا في دراسة السوق وعمل البحث التسويقي اللازم.

ثم انطلقنا إلى المقاهي المميزة لعمل بحث وتذوق، وبعد مرور ٨ أشهر تقريبًا من النقاش المتواصل والدراسة والتخطيط، وتحديدًا في أكتوبر ٢٠١٦، أسسنا شركتنا الناشئة تحت اسم Mocha Hunters.

اسم Mocha Hunters مُميز حقًا، ويثير تساؤل حول ظروف اختياركم له كاسم للشركة؟

في الأصل Mocha Hunter أي صائد القهوة هو لقبي، والذي لقبني به هو أحد زبائني في مقهى اليابان، فعندما كنت أشرح له الصعوبات والمعوقات التي أواجهها أثناء بحثي عن مزارع البن الفاخر في اليمن وسط الطبيعة، حيث الجبال العالية والهضاب والوديان.

كما أن اليمن تتميز بالمدرجات الجبلية للبن، حيث أن زراعة البن تعتمد على هذه المدرجات الزراعية الهائلة، وهي سلسلة مرتفعات غربية توازي البحر الأحمر، على ارتفاعات تتباين من 700:2400 متر فوق سطح البحر، في منظر يسحر الأنظار، وكذلك فإن البنّ يجفف بالشمس الطبيعية، مما يُعتبر معالجة طبيعيّة للبن، إلا إنه بالطبع صعب التنقل فيما بينها.

ومن هذا الوصف للظروف التي أمر بها في سبيل إيجاد حبوب البن الأسطورية، لقبني الزبون الياباني، فأعجبني اللقب كثيرًا، وعندما قررنا تأسيس الشركة في أمريكا لم يكن هُناك أجمل من هذا الاسم، وأصبحت الشركة تحمل اسم Mocha Hunters صائدو القهوة.

ما طبيعة نشاط Mocha Hunters كشركة ناشئة؟

صائدو القهوة أو Mocha Hunters Inc هي شركة متخصصة في القهوة اليمنية، تأسست في أمريكا، ونشاطها حاليًا في اليمن وأمريكا على حد السواء، تستقدم حبات البن اليمني الفاخر مباشرة من اليمن، وتقوم بتصديرها للخارج.

ونطمح أن نصدر منتجاتنا إلي بلدان أكثر، فنحن نبيع البن للمقاهي المتخصصة في البن الفاخر، وتسمى Specialty Coffee، ولكننا نأمل أن نستطيع خلال السنوات القادمة افتتاح مقاهى خاصة بعلامتنا التجارية.

ما تعليقك حول ظهورك الآخير على أغلفة مجلة فوربس – الشرق الأوسط؟

بالطبع شيء جميل ومشرف، خصوصًا ونحن شركة ناشئة عمرها ٦ أشهر فقط… أنها لقصة تبعث الأمل في نفوس كثير من اليمنيين، في مثل هذه الظروف الحالية.

ومؤسسة رواد في اليمن، وهي حاضنة أعمال، هي التي ربطتني بمحرر المجلة، التي كانت تبحث عن مواضيع تخص اليمن، بعد قرار ترامب بمنع دخول جنسيات معينة، ومن ضمنها اليمن، ودى وتأثيره، على بيئة ريادة الأعمال.

ما القيمة المضافة إذن التي يقدمها Mocha Hunters لزبائنه مقارنة بالمنافسين؟

في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن حاليًا لا يوجد الكثير من التجار المتخصين بالجودة، فالكثير منهم يعامل البن اليمني على أنه مادة خام، أما نحن فنختلف عن ذلك، حيث نتعامل مع البن على إنه منتج فاخر، فنشرف على الإنتاج والقطف والتجفيف بأنفسنا.

أيضًا كوني حاصل على شهادة التذوق الدولية للبن، كما ذكرت في البداية، وبالتالي أستطيع أن أختار أجود أنواع البن ببساطة، وهذه ميزة فريدة بالنسبة لزبائننا في الخارج، علمًا بأنه يوجد أثنين متذوقين فقط من اليمن، كما أن المتذوق الآخر يقيم في أمريكا.

وبالتالي نمتلك خبرة كبيرة في مجال إنتاج وتذوق البن، ومن تجاربنا نتفهم مُتطلبات أصحاب المقاهي الفاخرة، ونسعى لتلبية طلباتهم ورغباتهم من شروط مُحددة خاصة بمستوى الجودة المطلوب.

كما أن لدينا علاقات ثقة قوية مع المزارعين، بنيناها على مدار السنوات السابقة، حيث نتعامل معهم كشركاء في العمل، وندفع لهم من ٣٠:٧٠٪ أكثر من أسعار السوق لمنتجاتهم، للتأكد توفير أفضل النوعيات، وهذا ما يجعل وصولنا إلي أفضل أنواع البن اليمني سهل.

هل نموذج الربحي لديكم قائم على التصدير بشكل أساسي؟

النموذج الربحي لدينا يعتمد على البيع للزبائن بشكل مباشر، عبر اشتراك شهري، وأيضًا لدينا خطط لافتتاح محلات خاصة بعلامتنا التجارية بعدد من المدن.

هل المشروع بدء في البيع فعلًا؟ بمعنى أوضح هل بات لديكم عقود مع زبائن بالفعل؟

نعم، فقد استطعنا الحصول على تعاقد مع شركة أمريكية مُتخصصة بالبن، لديها طلب مُمتاز في الوقت الحالي، وننتج لهم البن حاليًا، أما بخصوص البيع للزبائن مباشر عبر الاشتراك، يوجد عدد لا بأس به حاليًا، ولم نحدد تاريخ إشهار خدمة الشراء المُباشر، وفتح العضوية حاليًا.

ما هي التحديات التي تواجهكم في ظل الوضع السياسي الراهن بداخل اليمن؟

إنه تحدي الصعاب، وتحدي المعوقات التي صنعتها الظروف السياسية، فمع الوضع الحالي لليمن هُناك مشكلة مع شحن العينات إلى الخارج، كما توجد إشكاليات كبيرة في عملية الإنتاج للبن في معملنا، وذلك لعدم توفر الكهرباء باستمرار، غير أننا نأمل أن يُعم السلام اليمن، وأن يكون البن اليمني سفير سلام في أرجاء المعمورة.

وإلى أي حد أثر تولي ترامب مقاليد الحكم على استراتيجية اقتحام السوق الأمريكية بمنتجاتكم؟
بخصوص قرار ترامب، ومنعه بعض الجنسيات من دخول أمريكا، أرى إنه غير منطقي، وقد كنت مخطط أن أزور معرض دولي للقهوة في سياتل الأمريكية بأبريل القادم، ولكن لن أستطيع أن أسافر هذا العام.

غير أن هذا القرار لم يؤثر كثيرًا على عملنا هُناك، فشريكي أدهم الجهمي أمريكي الجنسية، وهو من يدير أعمالنا بأمريكا.

وأخيرًا، كونك رائد أعمال متسلل، سبق له أن أسس عدة مشروعات، ما النصيحة التي تود تقديمها لمن يرغب في خوض غمار ريادة الأعمال من الشباب؟

أود أن أنصحهم بالتركيز على الحلول الحقيقية للمشاكل المُجتمعية، كـ الطاقة، المواصلات، الغذاء، الماء، التعليم عبر الإنترنت وتطبيقات الهاتف الذكي، وتكييف تلك الحلول لتتلائم مع الظروف والبيئة المُجتمعية المحلية، والابتعاد عن نسخ وتقليد المشاريع الناجحة من الغرب، بدون مراعاة لمتطلبات الأسواق المحلية، وأيضًا أنصحهم بإتقان العمل والمُثابرة، واتباع الشغف.
 






شارك الخبر