ذكرت مصادر محلية أنه تم اعتقال الممثل الشاب مصطفى الحسني في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، عقب إبدائه اعتراضاً عبر مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد فيه بشدة الأوضاع المعيشية والخدمية المتدهورة.
الحادثة أثارت موجة من الجدل وردود الفعل التي تتراوح بين القلق والغضب، وعدّها البعض تعدياً على حرية التعبير والرأي.
ملابسات الاعتقال وغياب الإجراءات القانونية:
وفقًا لمصادر مقربة من العائلة، فإن الحسني تم توقيفه على يد قوة أمنية في عدن دون إصدار مذكرة اعتقال أو توجيه تهم محددة له، وهو ما أثار قلق أسرته الذين لا يزالون يبحثون عن معلومات حول مكان احتجازه.
وأثار هذا الإجراء تساؤلات عديدة حول مدى احترام السلطات للإجراءات القانونية وحقوق المعتقلين، خاصة في ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهات الأمنية.
الاعتقال جاء بعد انتقاد الحسني الحاد للظروف المعيشية المتدهورة في عدن، وظهوره في تسجيل مرئي تبدو عليه مشاعر الغضب وهو يتحدث بشجاعة وينتقد الأوضاع بشدة، خصوصاً الأزمات المستمرة في الكهرباء التي تؤرق السكان.
ويبدو أن الفيديو الذي نشره الحسني ناقلًا صوت العديد من المواطنين المتضررين، كان الدافع وراء إجراء اعتقاله المفاجئ، ما يعيد إلى الواجهة الجدل حول الحريات في اليمن.
تدهور الأوضاع في عدن كما يراها الحسني:
مصطفى الحسني، الذي اكتسب شهرة واسعة كشخصية فنية مؤثرة، لم يتوانى عن استخدام منصاته الإلكترونية ليعبر عن الإحباط المتزايد في صفوف سكان عدن نتيجة تردي الخدمات الأساسية.
الفيديو ألقى الضوء بشكل لافت على واقع الانقطاعات المتكررة في الكهرباء، مما يُعقّد حياة الكثيرين في المدينة، وأشار إلى أن صبر الشعب بدأ ينفد في ظل انسداد الأفق لإيجاد حلول ملموسة.
وينقل الحسني، من خلال وجهة نظره، هموم الناس اليومية، مؤكداً أن هذا الصمت المفروض يعمّق معاناة المواطنين الذين يكافحون كل يوم لضمان احتياجاتهم الأساسية.
الفيديو الذي انتشر بشكل واسع يضع السلطات في مواجهة مباشرة مع التداعيات الاجتماعية للأزمات المستمرة في البلاد.
ردود فعل الأوساط والفن ومطالب حقوق الإنسان
القبض على الحسني أثار سيلاً من ردود الفعل في الأوساط الثقافية والفنية، حيث اعتبر العديد من الفنانين هذا التصرف اعتداءً على الحرية الشخصية وحرية التعبير.
وسائل الإعلام وناشطو حقوق الإنسان أبدوا قلقهم حيال ما حدث، مطالبين بالإفراج الفوري عن الحسني وضرورة إدانة هذه الممارسات التي تقيد الحق في النقد البناء.
كما أن هذه الواقعة تدفع بأهمية دعم حرية التعبير وحماية الفنانين والصحفيين الذين يسعون لإيصال صوت الشعب للمسؤولين.
حملة التضامن مع الحسني تعكس حالة من الاستياء الشعبي المتزايد تجاه القيود المفروضة على الحريات في اليمن وضرورة مراجعة السياسات القائمة بما يعمل على تحسين مناخ الحريات في البلاد.
القضية التي أثارها اعتقال مصطفى الحسني تتجاوز حدود شخص واحد لتضع أهمية حرية التعبير في الواجهة، وخاصة في دولة تشهد العديد من التحديات.
وتبقى المناشدات المفتوحة والجهود المدنية ضرورية لضمان حماية هذه الحقوق الأساسية، في ظل تزايد المطالب بتحسين الظروف المعيشية وتوفير بيئة أكثر أماناً وانصافاً لجميع المواطنين والفنانين في اليمن.