الرئيسية / تقارير وحوارات / تحقيق صحفي يسلط الضوء لأول مرة على دولة الحوثي في صعدة
تحقيق صحفي يسلط الضوء لأول مرة على دولة الحوثي في صعدة

تحقيق صحفي يسلط الضوء لأول مرة على دولة الحوثي في صعدة

13 فبراير 2012 10:01 صباحا (يمن برس)
نشرت صحيفة الشارع الأسبوعية الأهلية ملفاً صحفياً سلطت فيه الضوء على ما يحدث في صعدة، وغطّت فيه الاحتفال بالمولد النبوي، كما تناولت فيه الأوضاع بشكل عام في ظل سيطرة جماعة الحوثيين على تلك المحافظة.

"المصدر أونلاين" وبالاتفاق مع الزميل محمد غزوان الذي أعد الملف، يعيد نشر هذا التحقيق..
 
ميلاد دولة حوثية لن يؤدي إلى ولادة ميسرة
لم يعد الحوثيون تلك الفئة المستضعفة، بل هم اليوم سلطة ودويلة ضمن نطاق ما يطلق عليها جزافاً "دولة"، هم الحكام الحقيقيون لمحافظة صعدة وجزء من الجوف، وهم كذلك المشرعون والمنفذون لتشريعاتهم بواسطة قواتهم ومؤسساتهم المسلحة.

وقد ضخت قضية صعدة وحروبها الـ6 حبراً غزيراً في باطن الصحف، وكانت محل اهتمام وسائل الإعلام والمنظومة الدولية بشكل عام، لما تتمتع به اليمن من موقع جغرافي هام، والتحولات السياسية، وعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي فيها يقلق العديد من أقطاب الصراع من أجل السيطرة على دفة التوجه السياسي في اليمن، رغم أن تلك الحروب عصفت ودمرت وأوجعت وأبكت، وكذلك قوت وصلبت المجتمع في صعدة.

وقد سارت الحروب الـ6 باندفاعها المخيف، تحت شعار نصرة والدفاع عن الحريات. شعار حملته كل الفئات المتحاربة، ولكن في نهاية المطاف أجهضت الحرية الاجتماعية في صعدة بشكل مخيف، والأمان الذي تتمتع به صعدة اليوم لا يختلف عن أمان الأمس الذي كان يؤمن فئة ويشرد أخرى.

لقد سبق لنا أن تصدينا للمظالم التي مارستها السلطة والدبابات التي انفلت لجامها ضد الحوثيين، واليوم وجب علينا أن نسطر الحقائق في المظالم التي تمارس من قبل سلطات الحوثي، والهجمة الشرسة التي وجهت ضد الحريات من قبل المشرعين والحكام والمنفذين من رجال الحوثي الذين تحولوا إلى نواب الله في الأرض وشعب الله المختار والمنزل على أهل اليمن.
 
مولد استعراض القوى والقدرات وصناعة الهيبة
المولد النبوي الشريف كان المناسبة التي حشدت الجماهير، وشدت العديد من الوسائل الإعلامية رحالها إلى مدينة صعدة العاصمة الروحية للدعوة الشيعية في اليمن، وكانت صحيفة "الشارع" من ضمن الصحف التي شدت الرحال إلى صعدة.

مباهج الاحتفال تبدأ مظاهرها تتراءى للزائر القادم من منطقة حرف سفيان، ليس بسبب غزارة اللافتات التي تعبر عن المناسبة، وإنما بسبب الاستنفار العالي للقوات الأمنية الحوثية المتنوعة المسميات والمهام، منها قوات راجلة لحماية الطرق، وقوات بدراجات نارية لمراقبة الطرق الفرعية الترابية، وأطقم سيارة لحماية المواكب، ونقاط تفتيش تفتش وترحب وتعتذر، وخيام طبية تعالج وتطبب الزوار على طول الطريق. وكلما يقترب الزائر من مدينة صعدة يشعر بتضاعف القوات الأمنية والرقابة الأمنية المشددة، وربما اللصيقة، ولكن بدون إزعاج أو لفت للانتباه.

داخل صعدة؛ مدينة السلام كما يحب أبناؤها تسميتها، تعددت الحواجز الأمنية في المدينة، وحجزت أغلبية الفنادق للزوار المدعوين رسمياً والقادمين على هيئة مواكب ترافقها الحراسات، ورفعت اللافتات من قبل التجار وأصحاب المؤسسات التجارية والمؤسسات الاعتبارية، وحتى الأحزاب السياسية والمكاتب الحكومية، وحتى رجال القوات المسلحة والأمن، وجميعها تهنئ عبدالملك الحوثي، ابن رسول الله، بمناسبة مولد رسول الله.

مساء الجمعة 2 فبراير الحالي، ضجت سماء صعدة بالألعاب النارية تدشيناً لاستقبال اليوم القادم، صباح السبت، أطلقت الألعاب النارية بغزارة، منها صرف على حساب الخزينة الحوثية، ومنها ما تم شراؤه من الباعة المتجولين الذين افترشوا بضاعة الألعاب التي جلبها لهم الغير، وأمرهم ببيعها، وأمر محبي رسول الله بشرائها وإطلاقها ابتهاجاً بمولد الرسول الأعظم، حتى ينالوا الأجر والثواب.

المديريات التي تقع على الشريط الحدودي هي الأخرى أطلقت الألعاب النارية بغزارة باتجاه أجواء الشقيقة المملكة العربية السعودية، التي تتبنى المذهب الوهابي السلفي الذي يحرم الاحتفال بمولد الرسول، وقد شقيت السعودية بذلك الابتهاج الذي يوحي لها بأن مديريات صعدة قد انفرطت من مسبحة التبعية السعودية، واعتنقت السلفية رغم أنفها.
 
السبت شد الرحال لسماع خطاب السيد
حتى صباح السبت 3 فبراير، والوسائل الإعلامية المتمثلة بالصحفيين والمراسلين لم يعلموا بالمكان الذي سوف يقام فيه الاحتفال، وتحشد إليه الجماهير. باءت بالفشل محاولات الصحفيين لمعرفة المكان مسبقاً، كما اعتادوا، فالاحتياطات الأمنية فرضت ذلك.

خرج الصحفيون من مقر إقامتهم، الـ9 والنصف من صباح السبت، بعد أن تم تجريدهم من التلفونات، وإخلاء معاصمهم من الساعات، وحتى الخواتم والدبل أفرغت من أصابعهم، وتحت حراسة مشددة تم نقلهم سريعاً قبل شدة زحام الطرق، إلى الاحتفال المجهول مكان إقامته.

كان هناك علم مسبق عند الصحفيين الذين حاولوا معرفة مكان الاحتفال، أن هناك ساحات متعددة جهزت بالمنصة والخيام والحمامات واللافتات، تعتبر كافة تلك الساحات وهمية حتى يتم تحديد الساحة الحقيقية للحفل.

وسلك موكب الصحفيين طرقاً تمويهية عديدة، حتى استقر بهم المطاف في شعب واسع في أراضٍ تتبع منطقة "مطرة"، ولكن تعتبر البداية لأراضي "مطرة" التي يتخذ الحوثي مقراً له فيها، ولكن مقر إقامته في أطراف "مطرة" من الجانب الآخر، والقريب من "النقعة".

منطقة الاحتفال المهيب كانت من قبل تعتبر أرضاً يأوي إليها لصوص السيارات ومهربو المخدرات، تحولت إلى ساحة خضراء يهتف كل زوارها: "لبيك يا رسول الله".
 
تعز سدرة المنتهى
حددت ساحة كبيرة كموقف للسيارات أطلق عليها منظمو الاحتفال "ساحة تعز"، ومن بعد تلك الساحة يمنع دخول السيارات على الجميع، وعلى الجميع أن يترجلوا إلى ساحة الاحتفال التي تبعد ما يقارب كيلومتراً واحداً، ولكن يصعب الاجتياز إلى الساحة إلا بعد التفتيش والعبور من الحاجز الأمني المتكون من طابور طويل من الشباب المرتصين جنباً إلى جنب، ويمتد طابورهم في خط طويل يلتصق بالجبال والشعاب والأشجار، ويحاصر الساحة البعيدة من كافة المداخل التي بعضها مسدودة بجبال شاهقة، ولكن خلفها تجد "حوثياً" يُسمعك الصرخة "الشعار" الحوثي الشهير. وبعد تفتيش دقيق تم العبور، وترجل الصحفيون نحو الساحة التي احتضنت الحدث الأكبر في تاريخ صعدة.

تعددت اللجان الأمنية المتنوعة داخل الساحة بمسمياتها وملابس ذات ألوان تميزها، فقوات التفتيش كانت تلبس الأثواب البيضاء، و"يلق" أسود، وتحمل على ظهرها جعبة منتفخة كانت معبأة بالزاد، وقوات أخرى تلبس الأثواب الغبراء، و"يلق" أزرق، ونظارات سوداء لمراقبة حركة الزوار، تفرقت في كافة الأركان في بلكات الساحة وفي زوايا خيمة كبار الزوار والمواكب القادمة من المحافظات، وقوات أخرى تلبس أثواب كاكي، و"يلق" رمادياً، تسمى خدمات الأمن. وجميع هذه القوات لا تحمل السلاح، وإنما هناك قوات أخرى كانت بعيدة عن نظر الزوار في أطراف الساحة من اتجاه "مطرة"، حيث الفضاء، وعلى قمم المرتفعات الصغيرة وقرب المنصة، وخلف الأشجار الشوكية ذات الفروع المتعددة واليابسة. هذه القوات كانت تحمل السلاح والعتاد القتالي الكامل.

وقد جهزت الساحة بفريق طبي وسيارات إسعاف تم وضعها في مكان بعيد عن الأنظار، وحمامات في مخيمات متعددة، وخزانات لشرب الماء، وأحواض للمياه أنشئت بصورة سريعة لغرض الوضوء، وحددت أماكن للتسوق وعرض المنتجات الغذائية من عصائر وبسكويت.

أما الساحة فكانت على امتداد ما يقارب 5 كيلومترات، وعرض كيلومترين، قسمت إلى مربعات قدرت بـ300 مربع، إضافة إلى خيمة كبيرة للزوار وخيمة للجرحى ومعاقي الحروب الـ6.

وزودت الساحة بالرذاذ الخاص بتلطيف الأجواء، وكذلك بأبراج المراقبة وأبراج خاصة بالمصورين، إضافة إلى ممرات بين مربعات الساحة، تمكن القوى الأمنية من السيطرة على أي شخص في أي مربع يصدر منه خلل أمني.

بدأت الجماهير تتوافد من الساعة الـ12 بشكل غزير، بعد أن تم تحديد مكان الاحتفال الذي كان غير معلوم حتى الـ11، ولهذا صعب على الكثير معرفة المكان، وتدفقوا بشكل أكبر بعد الـ2 بعد الظهر.

وبدأت الهتافات تتعالى، ومن يفقد زميله من شدة الزحام يصعب عليهما التلاقي بسبب انعدام التلفونات التي منعت، حتى كاميرات الصحفيين تم تسليمها لهم بعد أن أصبحوا داخل الساحة.

لا شيء في هذا الاحتفال الضخم والحشد الكبير والمشقة البالغة من ضنك المسير في باطن وادٍ يعفر الوجه بالتراب والغبار المتطاير، سوى هلة عبدالملك الحوثي ليلقي خطابه الهام.

لم تكن هناك أية فرق فنية أو تقسم على الجمهور المحتشد العصائر والبسكويت في بهجة عيد المولد، بل كل ما في الاحتفال كان آية من الذكر الحكيم لافتتاح المهرجان، وقصيدة شعرية، ونشيد مرتجل لفرقة إنشاد في أنشودة واحدة. وفي تمام الـ4 عصراً، ومن خلف المنصة البعيدة التي تقع الحوائط الخشبية من كلتا جوانبها، فوجئ الجمهور بالإعلان عن وقت إلقاء كلمة عبدالملك الحوثي، أصل الحفل وشد الرحال والاحتشاد.
 
صناعة الهيبة
من خلف زجاج مضاد للرصاص، وقف راعي الحفل عبدالملك الحوثي ليلقي خطابه التاريخي، وسط صيحات التكبير وتمني الموت لأمريكا وإسرائيل ولعنة اليهود والعزة للإسلام. المنصة ذات الزجاج الواقي يمنع الاقتراب منها على بعد ما يزيد عن 350 متراً، حتى على الصحفيين وحاملي الكاميرات.

وحدد الحوثي الزعيم الروحي الثالث بعد أبيه بدر الدين وأخيه حسين، طريق الأمة في خطابه، وطالب برد الاعتبار للجنوب الذي استعبد من قبل السلطة، وحذر حزباً لم يسمّه، كان شريكاً للسلطة فهمه الحاضرون أنه "حزب الإصلاح"، من اتفاقية عقدها مع أمريكا من أجل الاستيلاء على الحكم والانفراد بالسلطة، واعتبره خطأ وجريمة سبق أن مارسها علي عبدالله صالح من قبل. كما طالب بحل جهازي الأمن السياسي والقومي، وإلحاق كوادرهما بوزارة الداخلية، لأن كلا الجهازين مارسا قمع الجماهير. وانتقد قانون الحصانة وتوجهات حكومة الوفاق الوطني، واستغرب من جهات تحبب إلى الأمة حب أمريكا وإسرائيل، وتنصب العداء لإيران وهي دولة مسلمة، واعتبر قرار عطلة السبت تودّداً لإسرائيل والأمريكان.

وفور انتهاء الخطاب غادر سريعاً، وانتفضت الجماهير بعد خطابه مهرولة نحو المغادرة، وهي تخلف غباراً كثيفاً.
وحتى لا يوهن حماس الجماهير المغادرة انسحبت القوى الأمنية الحوثية المتعددة والمتنوعة، لتصعد فوق الجبال، وتهتف بالشعار "الحوثي" حتى يردد الناس بعدها هتاف الوداع، وهم يشيرون نحوها بالأعلام الخضراء التي كتب عليها "لبيك يا رسول الله".
 
3000 ريال على كل موظف دعماً للمولد النبوي ومن يعترض عدو لرسول الله
إن ميزانية الاحتفال بالمولد النبوي كانت كبيرة بكل تأكيد، ابتداءً من تجهيزات المنصات، وتحركات القوى الأمنية والآليات التابعة لها، وما صرف من غداء وضيافات، وغيرها من مراسيم الاحتفال للمواكب المشاركة، غير ما صرف من ملبوسات اللجان الأمنية المتنوعة، وما تستهلك من غذاء وانتقال وغيرها التي لا تقوى على تحمل نفقاتها إلا ميزانية جبارة.

وعلمت "الشارع" أن السلطة الحوثية، وعبر ما يسمى السلطة المحلية في صعدة، تم خصم مبلغ 3000 ريال على راتب كل موظف، دعماً للمولد النبوي، وكل من يعترض يعتبر عدواً لرسول الله، كذلك تم إلزام كل منزل بمبلغ 5000 ريال دعماً للمولد، أما المنازل التي في الريف فألزم كل منها بـ50 حبة خبز، إضافة إلى المبلغ المقرر، وألزم كذلك أصحاب المتاجر الصغيرة من بوفيات وبقالات بمبلغ 5000 ريال، أما المحلات التجارية ذات الحجم المتوسط بمبلغ 10.000 ريال، وأما تجار الجملة فتفاوتت المبالغ التي فرضت عليهم. كذلك تم إلزام كافة المحلات بتعليق لوحات قماشية تهنئ السيد بمولد رسول الله.

بكل تأكيد إن كافة هذه المبالغ الضخمة فرضت خلافاً لقانون السلطة المحلية ولدستور الجمهورية اليمنية، وأيضاً تناهض من حيث الممارسة مشروع الدولة المدنية التي يدعي الحوثيون أنهم يؤيدون قيامها في اليمن، وأنهم من أنصارها.

ورغم ذلك، فكل ما تم جمعه لا يغطي ميزانية مباهج وخسائر الاحتفال، وقد رفدت خزينة الحوثيين مبالغ إضافة لتغطية متطلبات الاحتفال، ولكن عضو المكتب السياسي للحركة الحوثية قال لوسائل الإعلام إن خسائر الاحتفال قدمت بجهود ذاتية حسب قوله، ولكن الحقيقة بإتاوات فرضت كان رسول الله في غنى عنها.
 
مشروع الدولة
التكتيكات التي يسير عليها الحوثيون لا توحي أبداً بأنهم رابطة تدافع عن فكر ديني اضطهد وتعرض لمحاولات طمسه، وأنهم يحاولون الحفاظ على استمرار هذه الهوية المذهبية، وإنما كافة تكتيكاتهم تسير نحو بناء دولة مذهبية عرقية. ويتجلى هذا بوضوح من خلال تأسيسهم كافة الأسس التي يتطلبها مشروع الدولة، حيث أصبحوا يملكون قوات أمنية تم إطلاق مسمى جديد عليها مؤخراً، عرفت بـ"الأمن العام الحوثي"، ويتبعها سجون وأقسام للضبط ومحاكم وقضاة من ذات الفكر تم تعيينهم من قبل الحوثيين، ومؤسسات خدمية وتنفذ مقاولات من ميزانية المشاريع، مثل مؤسسة "مجاهدي البناء" التي تمتلك معدات ضخمة وآليات حصل عليها الحوثيون كغنائم حرب، وكذلك يملكون فريقاً استخبارياً يراقب الناس في الطرقات، ويعترضون طريق كل شخص وجهه غير مألوف في مدينة صعدة. وكذلك يملكون أقساماً للتحري والتحقيقات. وهم بنفوذهم يعتبرون المرجعية الأولى للسلطة المحلية التي لا أثر لوجودها في الواقع، وإنما مجرد ديكور لإيهام الناس أن السلطة المحلية هي التي تحكم في صعدة، وهذا الوهم يصدقه من هم بعيدون عن صعدة، أو من لا يميزون بين الوهم والحقيقة. فكافة الفتاوى والرغبات ونصوص الفكر تطبق جبراً على أبناء صعدة، وتحت العباءة الفضفاضة للسلطة المحلية التي لا تملك أية سلطة. وهذا ما سيتم توضيحه وإثباته تباعاً.
 
تكبيل الحرية الاجتماعية وممارسات الانتقام
يا ما صرح القادة الحوثيون بأنهم مع تحرير العقل واحترام الحريات، وأنهم دعاة خير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويذكرون المؤمنين عسى تنفعهم الذكرى.

والواقع اليوم في صعدة التي تقع تحت هيمنة التشريع المذهبي الحوثي، تسير باتجاه آخر، وتعيد إنتاج "العكفي" جندي الإمام المستبد. بدأت أولى تلك الممارسات بمنع النساء من الخروج من منازلهن للتسوق داخل المدينة، إلا بمحرم، أو الخروج للتفرطة من منزل إلى آخر إلا بمحرم، وهذا القرار أنتج تصرفات هوجاء من قبل القوى الأمنية الحوثية المنتشرة في الشوارع، مثلاً امرأة تعمل ممرضة في مستوصف صحي، فرضت عليها دواعي مهنتها أن يستمر دوامها حتى الـ8 مساء، وعند المغادرة يتم إيصالها بحافلة خاصة بالموظفين، ولكن منزلها يعتبر آخر محطات الحافلة، وفي أحد الأيام استوقفت القوى الحوثية حافلة المستوصف للتفتيش، فوجدت المرأة تجلس في مؤخرة الباص بمفردها، فطلب منها النزول والسير على قدميها، لأنها بدون محرم في الحافلة، فنزلت تقطع الطريق إلى منزلها بقدميها في ظلام دامس، ونباح الكلاب يطاردها، وركاب السيارات والحافلات ينظرون إليها مستغربين، مما سبب لها الإحراج فوق الخوف الذي كانت تعاني منه وهي تسير بمفردها، رغم أنها كانت خارج منزلها من أجل القيام بعملها الذي تقتات منه، ويعد عملاً إنسانياً يجب أن تحترم لأجله وتقدر، ولكنها أهينت وأرهبت.

ضج الناس من هذه التصرفات، وخاصة التجار في الأسواق الذين يعتبرون النساء أهم زبائن متاجرهم ومحلاتهم، فتم السماح بخروج النساء داخل المدينة، ولكن في أوقات مقننة.

وصدرت بعد ذلك الفتوى التي حرمت الأغاني صراحة، عكس ما بلبل به علماء حوثيون وهم ينتقدون التشدد السلفي. هذه الفتوى أعطت للقوى الحوثية المسلحة من قوات الأمن العام وقوات أمن الطرقات وقوات استخبارات الأزقة والحواري، حق تطبيق فتوى السيد، فيتم بموجبها مصادرة الأشرطة الغنائية من الحافلات داخل المدينة والسيارات في النقاط، بل وصل الأمر إلى إطلاق الرصاص بجوار أي منزل يرتفع صوت الغناء منه، بل أصبح هناك نساء مسلحات بالمسدسات يدخلن إلى المنازل من أجل إخراس صوت المغنى. لقد فقد الناس حريتهم داخل منازلهم وحتى غرف نومهم.

حتى المحلات التي تبيع الأشرطة والسيديهات الغنائية أغلقت، لأن الحوثيين لهم مسلحون يجيدون المطاردة والتعقب، فلم ينجُ حتى سائقو الدراجات النارية الذين تم إلزامهم جميعاً بالاستماع إلى الأناشيد التي تمجد آل البيت والسيد الحوثي، ليفرض توجه "عرقي" على أمة تنشد الحرية وتحلم بالسلام.

إن تدخل الهيمنة والهنجمة الحوثية في كل شيء، هو من أجل فرض وعي يتذكر دائماً عصا الرقابة وفق المنهجية الحوثية، حتى البضائع والمنتجات من عصائر وبسكويت وغيرها تم فرض الحصار عليها باسم الله وحب رسول الله، فمثلاً عصير "الديو" سعودي الصنع ممنوع دخوله إلى صعدة، وأية كمية من هذه البضائع يتم العثور عليها، تتم مصادرتها بمرسوم وفرمان حوثي، وبدون أي تقدير للقانون والدستور، والمبرر دائماً أن هذه المنتجات الشركة الأم التي تقوم بتصنيعها أمريكية، رغم أن العديد من هذه القوات الحوثية تتمنطق سلاحاً إسرائيلياً (أبو قبضتين) قالوا إنه تم الحصول عليه غنيمة، ولهذا يعتبر حلالاً، بينما عصير "الديو" وباقي المنتجات التي يشتريها الناس بأموالهم حرام، حسب فتاوى الحوثيين.

وقد أوضح للصحيفة العديد من المواطنين من أبناء صعدة، أن لا فرق بين الحوثيين والسلفيين "جميعهم في الاستبداد فتاوى". وفي أحد لقاءات الصحفيين بعضو المكتب السياسي الحوثي ضيف الله الشامي، قال وهو يتحدث عن احترامهم للحريات، إن هناك مساجد سلفية تمارس طقوسها وتدعو عليهم، وتقع داخل مدينة صعدة، ولم يتم اعتراضها.

وعلمت الصحيفة أن ما صرح به الشامي صحيح، حيث هناك مسجدان سلفيان فقط في صعدة، وهما يقعان تحت قبضة الرقابة المشددة، في الوقت الذي يتحرك الحوثيون بنفوذ وقوة يفرضون أوامرهم على العامة، والجميع يخاف منهم، حتى إن الموظفين الذين استقطعت رواتبهم من أجل المولد لم يصدر منهم أي اعتراض، من أجل حماية حرمة أجورهم، والبعض اعتبرها صدقة من باب أن المرء يؤجر رغماً عنه.

ولهذا لا حاجة للحوثيين إلى إغلاق هذين المسجدين السلفيين، لأنهما في الأصل وجودهما يجمل وجه الحوثيين، ويمكن القيادات السياسية من تقديم الدليل لكل من يشكك في احترامهم للحريات، مثلما فعل الشامي.
 
جامع "مسجد" "الهيري".. الأمن القومي الحوثي
تسير الأمور في صعدة وفق ما تفرضه الهيمنة التي ألغت الأجهزة الأمنية غير مأسوف عليها، بحكم أنها مارست النهب و"التهباش" والرشوة، وعانت من الضعف المخزي، وإلا ما كان حالها ما هي عليه اليوم.

هناك فعلاً مدير أمن بمحافظة صعدة، ولكنه حسبما صرح المواطنون مجرد "كوز مركوز"، فكافة المهام الأمنية تقوم بها قوات الحوثي، وبقية المباني التابعة للأمن مجرد مبانٍ لا قيمة ولا وزن، وكذلك أفرادها مجرد جنود على رقعة الشطرنج تحركهم أسس اللعبة وأيادي اللاعبين.

مسجد الهيري، الذي يقع في حي "قحزة" تحت "القشلة"، يعتبر من أهم الغرف الأمنية الحوثية، حيث يوجد فيه قسم للتحقيقات، وسجن خاص لمن يتم الاشتباه بهم، ويتم التحقيق معهم، إضافة إلى محكمة تصدر الأحكام، وخلفها سلطة تنفيذية تنفذ الأحكام فور صدورها بدون هوادة أو رحمة.

وليس مسجد الهيري فقط، بل هناك قسم ضبط وتحقيق يقع بجانب مستشفى السلام، ولهذا القسم قوى استخبارية راجلة تلبس مما يلبس الناس، ولها هيبة غير كل الناس. ومن عجائب الأمور أن أحد المواطنين أسعف أحد أقاربه إلى مستشفى السلام جراء إصابته بطلق ناري، واتصل بمدير الأمن العام يطلب منه عمل محضر في الواقعة حسب القانون، فوعده المدير بذلك، والذي قام بدوره بإبلاغ القسم الأمني الحوثي بالبلاغ الذي ورد إليه من المواطن، وبدورهم الحوثيون هم من وصلوا لعمل الإجراءات الأمنية، واكتشف المواطن أن مدير عام أمن محافظته مجرد "عكفي" عند الحوثيين.

هذه الأقسام والغرف الاستخبارية والأمنية مجرد نماذج لما يدور داخل صعدة، ويكشفها الباحث الصادق عن الحقيقة بدون تحيز وبسهولة.
 
السلطة القضائية
المحاكم التي أنشأها الحوثيون من أجل أن تكتمل عندهم شروط تأسيس الدولة بسلطاتها الـ3: التنفيذية المتمثلة "بالجندرمة المسلحة"، والتشريعية المتمثلة بالمكتب السياسي للحوثيين، والقضائية تمثلها المحاكم التي يديرها قضاة تم تنصيبهم وفق مؤهلات وشروط يفرضها الفكر الحوثي، أغلبهم لم يدرسوا في كلية الشريعة والحقوق، ولا علاقة لهم بقانون الإجراءات الجزائية والأحوال الشخصية وغيرهما من القوانين المعتمدة في القانون اليمني، حتى وإن كان هناك تحفظ على بعضها، لا يعني هذا الحق في إنشاء محاكم تقضي وتحكم وتنفذ ضد مواطنين هم يظنون أنهم ضمن الخارطة اليمنية، ومن ضمن القوى الثورية، ومناصرون للدولة المدنية.

أغلبية هؤلاء القضاة شباب كانوا مقاتلين في الميدان، وأهوال الحرب رسخت لديهم مواقف من أشخاص أو فئات أو أسر، فكيف تتم توليتهم، ويتم الركون على أحكامهم؟ والأهم من كل ذلك على أي أساس تم تنصيبهم قضاة في الأصل؟

الجدير بالإشارة هنا أن دولة الجمهورية العربية اليمنية الشطرية اعتمدت في القضاء بعد الثورة على قضاة من آل البيت، ومن ذات الفكر الزيدي، وقدم هؤلاء أبشع صورة للقضاء وفساد العدالة، وكان القاضي يحكم وقد وصل عمره 90 عاماً، وقد ضعف سمعه وبصره، وهذا أمر ينقص من أهلية القاضي في أن يتولى القضاء. ونقصد من ذلك أن إعادة إنتاج سلطة قضائية مرتبطة بالعرق والنسب، يعتبر تجذيراً للاستبداد والعنصرية، وهذا ما يحصل في صعدة.
 
الانتقام المنافي لأخلاق رسول الله
قال الرسول: "إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق"، وكافة المشاريع الدينية، حوثية أو سلفية، تدعي أنها على هدي رسول الله، حتى احتار العامة في أمرهم، وها نحن نقدم نموذجاً لانتقام ينافي مكارم الأخلاق التي بعث من أجلها الرسول.

محكمة رحبان التي يتبعها سجن صغير تقع في منزل صدام مجلي، وكان هذا المنزل تقع في أحد شقيه جمعية خيرية. تمت مصادرة منزل صدام مجلي لأنه شقيق عثمان مجلي، بعد أن استبيحت ممتلكات كافة أسرة مجلي، هذه الأسرة التي كانت تمارس بالفعل استبداداً فظاً لكل من يحمل فكر الحوثي، ويسكن في مناطق تحت سلطاتهم. ولكن هذا التصرف لا يعطي حق مصادرة الممتلكات بدون أحكام شرعية، ولا يعني تفجير المنازل والمنشآت بصورة متعمدة، مثلما حصل لفندق خاص بعثمان مجلي يقع جوار المحافظة، والذي تم تفجيره وتدميره بصورة متعمدة، حيث فشلت محاولة التفجير الأولى جراء صلابة وقوة البناء، فتم تزويد كل طابق بـ4 أسطوانات غاز منزلي، ثم أعيدت محاولة التفجير مرة أخرى، والتي تمكنت من تدميره. هذا المبنى كان بالإمكان الاستفادة منه بإيواء العديد من أسر النازحين الذين يسكنون في العراء، أو تحويله مدرسة لأبناء النازحين، أو أية منشأة خدمية يستفيد منها الناس، حتى تستتب الأمور، وتفصل الدولة حسب الشرع في أمره؛ إما يعاد لصاحبه أو يصادر.

كان الرسول وهو يغزو الكفار، يحذر قواته وجنوده من هدم منزل أو كنيسة، ومن إخافة طفل أو امرأة أو ضعيف، وحتى من اقتلاع شجرة، بالتأكيد كان سينهي عن تدمير قصر يملكه عثمان مجلي أو غيره.
 
العنف يدفع للعنف
رغم أن التسامح يعتبر من متطلبات حياتنا اليومية، إلا أن صعدة لا مكان للتسامح فيها، والاستبداد وشهوة الانتقام هما المتوفران عند كافة أطراف الصراع التي حولت صعدة مجرد مدينة كلما اقتربت من الأمان والسلام تفاجئها أصوات طبول الحرب تقرع من بعيد أو قريب، ويكون الغازي دوماً إما حوثياً يكبر من أجل الدفاع عن فكره حسبما يعتقد، أو واجهة قبلية شرد بسبب مناصرته للثورة أو فكره السني، أو سلفي يرغب في قتال الشيعة لأنهم -حسب رأيه- أخطر من اليهود.. وهكذا دواليك.
 
أرض الحشد
"القطعة" منطقة تقع بالقرب من مديرية "كتاف"، أصبحت مأوى ووجهة كل من اختلف مع الحوثيين أو انزعج من تصرفاتهم، يذهب إليها لينضم إلى جماعة عثمان مجلي الذي يحتشد مناصروه هناك، والذي يصل بين فترة وأخرى للقاء بهم، حيث يقيم في مدينة نجران السعودية القريبة من "كتاف"، وقيل أيضاً إن له منزلاً آخر في مدينة أبها السعودية. هناك يحتشد أيضاً أنصار الشيخ يحيى مغيث الذي له خلاف قبلي مع الحوثيين، وهو الآخر حاصل على الجنسية السعودية. هؤلاء يستقبلون كل يوم عدداً من الأشخاص، أغلبهم ليس من قبيلتهما، ولكن دفعتهم بعض التصرفات أو العجرفة التي مورست ضدهم. ولولا الاستبداد الدافع الرئيسي ما تجمع هؤلاء. صحيح أن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن مجلي ومغيث مدعومان من السعودية لتحقيق أهداف سياسية أو غيرها، ولكن الممارسات الحوثية تتحمل جزءاً من المسؤولية في دفع الناس لقتالهم.

وعلمت "الشارع" أنه إضافة إلى هذه المجاميع هناك مجاميع سلفية تتحالف معهم، وأن ذلك الحشد الذي قد توفر ما يقارب 80% من عتاد تسليحه سلاحاً ثقيلاً وآليات زحف، يتم التحضير للبدء في حرب جديدة في صعدة، ربما تكون في القريب العاجل بعد الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات البرلمانية.

ولهذا ينشط الحوثيون في تعميم فكرهم وفرض هيمنتهم، والسيطرة على المواقع الحربية والتكتيكية، وكذلك يستعد الطرف الآخر لحرب جديدة ربما تكون أكثر بشاعة وعنصرية وطائفية.

وقد تساءل العديد من المواطنين الواعين لماذا رغم رحيل الإمام قبل 50 عاماً ورحيل صالح بثورة شبابية، ما زالت اليمن تحت قبضة الإرث المذهبي الذي تبدأ بيئته الاجتماعية من محافظة ذمار وتنتهي عند الحدود السعودية، ولكن ضرره يعم كل أبناء اليمن في محافظات جنوب الشمال والجنوبية، ليدفعوا ثمن صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل؟!
 
قبر الإمام الهادي "مسك" فواح من أفضل الزهور الفرنسية
الموت يعني العدم، والميت لا ينفع ولا يضر ولا ينصر أحداً، وإلا كان رسول الله بعد موته تمكن من نصر أحفاده الحسن والحسين عليهما السلام، ولكن الله جعل الأحياء خلفاء في الأرض. هذا ما ردده أحد الأشخاص "همساً" عند الحديث عمن يتبركون عند قبر الإمام الهادي، والقبور الأخرى التي يصل عددها ما يقارب 15 قبراً، كانت من قبل مجرد قبور تذكر الناس بالآخرة، واليوم أصبحت قبوراً تشد الرحال لزيارتها من أجل التبرك والأجر والثواب بخط عريض فوق لوحة قماشية مكتوب عليها طلاب جامعة العلامة المؤيدي يقرئون السلام للإمام الهادي ابن رسول الله.

الناس من العامة الذين يزورون القبر، يتمسحون بترابه، وبعضهم يأخذون قليلاً من ذلك التراب في صرة لزوم التبرك الدائم. ويعتقد الكثير من الناس الذين يشتمون التراب بتعجب، أن رائحة التراب مسك، لأن الإمام الهادي قُبر فيها، فتحولت رائحة الأرض مسكاً، بينما الحقيقة أن تلك الرائحة هي من مستخلصات أجود العطور الفرنسية التي يتم رش الأرض بها، ويحسبها البسطاء أنها روائح نزلت من داخل الجنة إلى قبر الإمام الهادي.

حين قامت "الشارع" بمناقشة أحد أبناء صعدة عما يدور، أجاب بتحسر أنه يخشى أن يأمر الحوثيون بقطرنتهم مثلما فعل الإمام، مؤكداً أن كثيراً ممن "تقطرنوا" في ذلك العهد كانوا يعلمون أن الأمر مجرد سخرية من الإمام بالشعب، ولكنهم دهنوا أجسادهم بالقطران خوفاً من عكفي الإمام، موضحاً أن الكثير ممن يتبركون بالقبر لا يترسخ في عقيدتهم الإيمان ببركات الإمام الهادي، ولكن من أجل إقناع الحوثيين أنهم مع الفكر بكل ما يأتي به من خرافة أو فتوى أو غيرها.
 
عبدالرحمن العابد وحوثيو 2011
الزميل عبدالرحمن العابد، مراسل قناة "العالم"، كان يقوم بنهر الصحفيين إذا قاموا بتوجيه أسئلة لا تروق له، رغم أنه غير معني بالإجابة، ووصل إلى صعدة لعمل صحفي مثلهم.

وقد قام بنهر مندوب الصحيفة إلى صعدة أثناء ما وجه سؤالاً إلى أبو قاسم الخطيب، أحد القيادات الحديثة في مدينة صعدة، عن هل هناك فتوى بتحريم الغناء وتطبيق الفتوى على المواطنين، وحينها انتفض العابد بالرد وهو يتحدث ساخراً بلهجة عدنية، كون مندوب الصحيفة من أبناء عدن، فأخذ يسخر منه وهو يردد اسأل عن القتلى والدمار، ولكنكم حق أغاني، وغيرها من الألفاظ والتخرصات تجاه مندوب الصحيفة الذي كان من أوائل من يشدون رحالهم إلى صعدة بعد كل حرب، لينقل حقائق أحجام الدمار والخراب، بينما كان العابد حينها مديراً لإذاعة محافظة حجة، يمجد سياسة السلطة، وبحكم أنه حوثي بالنسب، وهو المؤهل الأهم الذي يقرب أي شخص لدائرة الحوثية التي تقوم إستراتيجياتها التنظيمية على أساس عرقي، يمجد فيه السيد مهما كانت مساوئه، وضع نفسه في هذا المقام.

الجدير بالإشارة أنه شكا إلينا العديد من أبناء صعدة أن أكثر من يزعجهم هم من يسمونهم حوثيي 2011، الذين مجرد أن يفك رباطهم ويتم تسليطهم على أحد ينهشونه بدون هوادة.

نتمنى على الزميل العابد أن يقلل من غروره وعجرفته سواء كان من آل البيت أو من آل الزيت، وأن ظنه بأنه خفيف الدم والظل، ظن غير صائب، وبعض الظن إثم يا العابد السيد.
 
في مؤتمر صحفي فارس مناع محافظ صعدة يبحث عن اللصوص وبجواره مدير أمن المحافظة
رحلة الصحفيين إلى صعدة اختتمت صباح الأحد 3 فبراير، بمؤتمر صحفي عقده المحافظ فارس مناع، وكان يجلس بجواره مدير أمن المحافظة.

وبدأ المحافظ فعاليات مؤتمره موجهاً خطابه للصحفيين أنهم في صعدة أصبحوا يبحثون عن اللصوص والمجرمين، فلم يجدوهم، في إشارة إلى أن المحافظة أصبحت آمنة، وهي حقيقة لمسها الزائرون، فرغم كثرة المشاهد المسلحة، إلا أن صوت الرصاص لا يلعلع في فضاء العاصمة.

وأضاف مناع أن خطاب عبدالملك الحوثي يعتبر خارطة الطريق لحل الأزمة السياسية في اليمن، مؤكداً على أن السلطة المحلية تقوم بواجباتها، مشيراً إلى أن نعمة الأمان التي تنعم بها صعدة كانت بفضل تعاون الحوثيين.

ورداً على سؤال توجهت به صحيفة "الشارع" يتضمن أن قوات الحوثيين لا يتضمنها قانون السلطة المحلية ولا الهيكلية المؤسسية للدولة، فبأية صفة تم الاعتماد عليها، وهل هناك خطة من السلطة المحلية لإعادة تأهيل القوى الأمنية الرسمية لتعاود مزاولة مهامها؟ قال مناع إن سبب نجاح الحوثيين في تحقيق الأمن هو ربط "البطون"، في إشارة إلى عدم تعاملهم مع الرشوة، وأكد على أن كل ما يقوم به الحوثيون في الجانب الأمني، يتم تحت إشراف إدارة الأمن.

وفي ردوده على الصحفيين أكد مناع أنه سيكون هناك خلاف مع الحكومة ما لم تعد اعتماد صندوق إعمار صعدة، لأنهم يواجهون ضغطاً كبيراً جراء ما يعانيه النازحون.

وعلمت "الشارع" أن هناك خلافاً بين المحافظة والحكومة على مبلغ 400 مليون ريال تصرفت بها السلطة المحلية بصعدة دون وجه حق، لأنها خاصة بالهيئة العامة للمعاشات، مما دفع الحكومة إلى قطع ميزانية صندوق إعمار صعدة.

وفي نهاية المؤتمر دعا فارس مناع الصحفيين إلى مأدبة غداء في مقر سكنه في المحافظة، التي أقيمت على شرف حضورهم صعدة، ولكن خرج أغلبية الصحفيين من شرف تلك المأدبة خاوي البطون بعد أن التهمت الحراسة المرافقة لمناع مأدبته، وأوقعت الصحفيين في الإحراج.
شارك الخبر