الرئيسية / ثقافة وفن / إلى صديقي الذي كان
إلى صديقي الذي كان

إلى صديقي الذي كان

نشر: verified icon جيهان الحرازي 04 فبراير 2007 الساعة 10:04 مساءاً

يمن برس - ناصر البناألائمة المحزون هوناً به هونافلومكِ كم أدمى الفؤاد وكم أضنىفلا ترهقيني بالملام فإننيوربك قد كادت حياتي بأن تفنىوقد صرت مرتقباً ليوم مَنيِّتيوأصبحت منها قاب قوسين أو أدنىولو أن مابي من حرارة أدمعييُرى بالجبال الشُمِّ لانتفشت عهناوصارت صروحٌ كالجبال شوامخٌمن الهم والأحزان في خافقي تُبنىفلاتحسبيني كنت بالبعد راضياًولكنها الأيام من ترتضي البوناوإن كنت قابلت النوى عن إرادةٍوعن رغبةٍ مني فشُلت يدي اليمنىوماكان في وسعي فراق مليحةٍبها عوضي عن كل فائتةٍ منّامنعمةٌ في لمسها غير أنهاتفوق ظبا أجفانها الأسهم اللدناوفائقةٌ في حسنها جل ربهافإني بحقٍ لم أجد مثله حسنايعللني منها ارتشاف رضابهافأني أخال الشهد من فمها يُجنىوأنغام صوت ليس في العشق مثلهاكأن الهوى إلا لمن يعشق اللحناوفي القلب من شؤم الفراق وحرهلظى صرت أستسقي لإطفائها المزناومثلي ترافقني المواجع والأسىدواماً الى أن صرت في يدها رهناوسارت الى قلبي وحلت بعمقهوماطرقت باباً ولا طلبت إذنااشارت لقلبي نحوها وكأنهاستغدو له أمّاً ويغدو لها إبنالعمرك مافي العيش للمرء رغبةٌإذا لم يجد من هتك هذا المدى صوناوليس كغدر الخل يوماً بخلهوقد كان يحسبه له الدرع والحصناوقد يغدر الإنسان يوماً بنفسهإذا جعل النذل اللئم له خدنافتلك إذاً والله أشنع فعلةٍوأعظمها جرماً وأقبحها لوناومن لم يكن ذا صاحبٍ في حياتهفإن فقير الصحب حقاً هو الأغنىوماشرف الخلان فيمن يريدهمفخلان ذي الايام ليس لهم معنىألا ليت شعري هل بذا الدهر صاحبٌبصدق الوفا يدعى ويُسمى كذا يكنىيلوذ به راجيه مما أصابهليدفع عنه الضر أو يذهب الحزناويسلو به المهموم من بعد همهالى أن يحيل الخوف في نفسه أمناوقد كان لي خلٌ إذا مارايتهيُخيَّل لي القطمير من وزنه طناإذا الشك عاودني لشيئٍ به انبرتحقيقة حبي تغلب الشك والظناوكان يمجدني كثيراً بقولهفأخجل من نفسي لكثرة ما أثنىوكم صنته عرضاً وأغرقته بذلاوأغدقته ريِّاً وأشبعته بطنافلما اعتراني ظرف سقمٍ وشدةٍ وعدمٍ ترانا لم نعد مثلما كناتبرا منا واختفى عن عيونناولم يك إلا بالتشفي بنا يُعنىفأن كنتَ قد فارقتني وقت عسرتيفلست سوى بالله أطلبه العوناولاتحسبنْ أني سأحنو بهامتيفمثلي أنا مهما عتى الأمر ما أحنىولا أنثني حتى وإن كنت وحدهكموسى ولو أنْ كنت انت كفرعوناومثلك اضعافٌ وأضعاف ضعفهمكفيلٌ أنا لو تجمع الإنس والجناوهم لك أشباهٌ لأجل مصالحٍوإني وربي لا أقيم لهم وزنايجيدون تصنيع الوشاية والأذىوإن يظهروا للخصم حشوهمُ جبناوأوثقهم لا يكتم السر لحظةًويضفي على متن المُسر له متناوكم مدعٍ في الله حبي فإن رأىعليَّ مصاباً أغمضت عينه الجفناوإن كنت في خيرٍعميمٍ وصحةٍيهبون نحوي بالفرادى وبالمثنىوقد يوسع الله المضائق للفتى فيختال في الدنيا ويستصغر الكوناارى الدهر مملؤاً بكل عجيبةٍوأعجبها ما قد راى ناصر البنا

جيهان الحرازي

جيهان الحرازي

ناقدة فنية وأدبية تستعرض الأحداث الثقافية والمعارض والمهرجانات، وتسلط الضوء على المواهب اليمنية في مجالات الفن والأدب.
شارك الخبر