الغائبون!!

دنيا الخامري
الثلاثاء , 18 أغسطس 2020 الساعة 06:12 مساء

يا وطننا لم شملك.. اتفاقنا خطوة أولى!!.. ‏وتسأل ما معنى كلمة وطن؟ ببساطة هو حين يغيب الخبز ويحضر صوت الرصاص.. هكذا يجيب أبناء وطني بالدهشة والخيبة في ذات الوقت لما يحدث معهم.. ليس بيدهم حيلة سوى رفع أكفهم إلى السماء لعل بعد سنوات من الصبر والمعاناة تتنزل عليهم غيوم الفرج والرحمة.. الساسة المتناحرين القابعين في كراسي السلطة والخائفين من فقدانها.. الغائبين بلا عذر والحاضرين بلا فائدة.. "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".. ما وصل إليه الحال هذي الأيام في عموم الوطن يرثى له؛ أصبح المواطن يلملم شتات ماتبقى منه؛ لم يعد يستوعب من أي إتجاه تأتيه المحن والأزمات ولم يعد ينتظر انتهاء الحرب بل متى يحين الخلاص.. قليلٌ من الإحساس بالمسؤولية بمعاناة الناس وما وصلوا إليه، ألهتكم الكراسي والاتفاقات والعقود والمواثيق!! ونسيتم واجبكم تجاه الشعب فكلاٌ لا يهتم إلا بنفسه ومن سيحقق مكاسب أكثر ويخرج منتصراً؛ هزمتم الشعب بالشعور بأبسط مقومات الحياة فأي راحة ستنعمون بها عندما تتزايد عليكم الدعوات ولن نقول اللعنات.. "هذه الرسالة من أم مقهورة على فقدان ولدها في الحرب ومن أب عاجز أن يسد رمق أسرته في ظل المعيشة الصعبة وارتفاع الأسعار ومن أخت فقدت سندها وليس لها أي معيل ومن ابن عاطل يصراع في البحث عن ما يساعد به أهله ويخفف عنهم ومن مرضى وجرحى وجوعى ومن صرخات الكثيرين الذين يقولون لكم اتقوا الله بنا.. نحن لسنا بحاجة إلى دعماً دولياً وخارجياً أو تضامناً عربياً بل جُل مانحتاجه فقط هو الشعور بالأمان والعيش بسلام بين اليمنيين أنفسهم.. أمان وسلام ينهي عبث الحرب ويعيد بناء الإنسان ويعمر الأرض من جديد.. من قلوبنا  نبعث سلاماً من عدن إلى صنعاء إلى كل محافظات الجمهورية جنوبها وشمالها شرقها وغربها.. اضعنا الوطن فلا تضيعوا ماتبقى من أبنائه.. فعن أي مشروع وطني تتكلمون وقد نفقد بلحظة كامل الوطن!! الناس بحاجة ماسة للخدمات وإصلاح الوضع المعيشي قبل أن يتجاوز الحد وتتحول حياتهم إلى جحيم في جنة بلادهم.. هناك مسؤوليات أخلاقية وإنسانية يجب أن توضع في حائط أولوياتكم لمواجهة التحديات المعيشية والخدمية وتطبيع الأوضاع الأمنية ومحاربة الفساد والإرهاب بجميع صوره وأشكاله.. فمتى ياسادة ستنتهي مسرحية هذا الصراع؟!..