في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، يقع حي "البُليْلي"، وبه يوجد واحد من أقدم مساجد صنعاء، يحمل الاسم ذاته، لكنّ شهرة الحي والمسجد تحوّلت منذ 14 عاماً لصالح سوق الأسماك، المعروف بــ "سوق البُليْلي" للسمك.
ويُعدْ سوق البُليْلي أشهر وأكبر أسواق السمك في صنعاء، ويستقبل يومياً كميات تتراوح بين 15 إلى 20 طناً من الأسماك، قادمة من شواطئ اليمن، خاصة شاطئي عدن (جنوب) والحديدة (غرب) وفيه يتواجد البيع بالتجزئة والجملة، ومنه يتم التصدير إلى دول عدة كتركيا والأردن وإثيوبيا ولبنان.
وبحسب "جلال الهندي" أحد كبار تجار الأسماك في "البُليْلي" فإن نحو 10 سيارات مزودة بثلاجات لتخزين الاسماك، تدخل السوق يومياً قادمة من جميع سواحل اليمن.
وأضاف "الهندي"، أن " في السوق 60 مُورّداً يتاجرون في الأسماك، فيما يوجد 6 محلات لبيع السمك بالتجزئة داخل وخارج صنعاء، وتخضع أسعار الأسماك لحركة البحر والكميات التي تم صيدها".
ويوفّر سوق البُليْلي نحو 200 فرصة عمل لليمنيين، ويغطي العديد من أسواق المحافظات كـ عمران وذمار (شمال) ومأرب (شرق) وإب (وسط).
ويوجد في السوق مئات من أنواع السمك، فعلى سبيل المثال، هنالك سمك الجحش، الهامور، الديرك، السخلة، الثمد، العنبرية، الصولفيش، الفارس، زينوب، شروة، جمبري، شروخ، حبار، سلطان ابراهيم، لخم، أبوشراع "، وذلك بحسب "علي الجرادي"، صاحب أحد محلات بيع أسماك بالتجزئة.
وقال "الجرادي" في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن أفضل أنواع السمك هو الهامور والصلفيش، وأغلاها على الاطلاق هو "الشروخ"، إذ يبلغ سعر الكيلو 6 آلاف ريال يمني (قرابة 28 دولار) .
وأضاف، أن التصدير يمثّل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم كتجار يزودون السوق المحلي بالأسماك، إذْ يرتفع سعر السمك، ويقل إقبال الناس على الشراء في بلد يعتبر من أقل البلدان في دخل الفرد.
ويعتقد "خالد المجاهد" أحد الزبائن الدائمين للسوق، في تصريحات لمراسل الأناضول "أن أسعار السمك في البُليْلي معقولة جداً، لكن المشكلة في كيفية اختيار السمك، إذْ أن هناك محلات قد تخلط سمكاً جيداً بآخر فاسد، ويقع بعض الناس ضحية لذلك".
وسوق "البُليْلي"، وفقاً للمجاهد، يناسب المستهلكين من ذوي الدخل المحدود، مقارنةً بغيره من محلات بيع السمك خارج السوق، أو في المطاعم الفاخرة في العاصمة صنعاء، أو المحافظات الأخرى".
وتمتلك الجمهورية اليمنية شريطا ساحليا يبلغ 2500 كم، ويعد من أغنى السواحل بالأسماك والأحياء البحرية التي تعد مصدرا أساسياً من مصادر الأمن الغذائي.
وتُعد البحار اليمنية مصدرا أساسياً لتلبية احتياجات السكان من الأسماك، التي تعتبر من أهم الثروات الطبيعية المتجددة ورافدا هاما للاقتصاد الوطني، حيث يعمل فيها شريحة واسعة من أبناء المجتمع، كما أن القطاع السمكي في اليمن يعتبر من المصادر الرئيسية في إيجاد عائدات اقتصادية ذات قيمة كبيرة.
ووفق تقرير صادر عن وزارة الثروة السمكية في اليمن، فإن صادرات البلاد السمكية بلغت العام الماضي 2013،نحو 109 آلاف طن، بقيمة 299 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن اليمن يمتلك أكثر من 350 نوعاً من الأسماك والأحياء البحرية، مما يجعله مؤهلاً لأن يكون دولة رئيسة في إنتاج الأسماك بين دول المنطقة.
وبحسب الإحصائيات فإن مساهمة القطاع السمكي في الناتج المحلي ما زالت محدودة، بسبب انخفاض حجم الإنتاج، الناتج عن انعدام وسائل الصيد الحديثة في عملية الصيد والصعوبات التي تواجه القطاع السمكي في اليمن.
وبحسب احصائيات الرسمية، فإن عدد العاملين في القطاع السمكي يبلغ حوالي 80 ألف صياد، يُنتجون 97% من كميات الإنتاج السمكي الذي يبلغ 200 ألف طن سنوياً.
* الأناضول
* الأناضول