وجد برنامج معالجة سوء التغذية الحاد وسط أطفال اليمن، الذي تنفذه جمعية قطر الخيرية هناك بالشراكة مع صندوق الاستجابة الطارئة التابع للأمم المتحدة، وجمعية الإصلاح الخيرية اليمنية ارتياحا رسميا وشعبيا لكون المشروع يتيح فرصة التدخل المباشر لإنقاذ حياة الآلاف من الأطفال، في ثلاث محافظات هي الأكثر تضررا من سوء التغذية الحاد بسبب الفقر .
والمعروف أن برنامج معالجة سوء التغذية الحاد وسط أطفال اليمن يكلف نحو مليون و100 ألف دولار، دفعت منها قطر الخيرية نحو 600 ألف دولار، فيما دفع صندوق الاستجابة الطارئة التابع للأمم المتحدة 500 ألف دولار .
وأشاد السيد عمر عبد العزيز عبد الغني وكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية بالبرنامج القطري، لمعالجة سوء التغذية الحاد وسط الأطفال اليمنيين ، وقال في تصريح لموفد الشرق إلى العاصمة اليمنية: إن البرنامج يعالج جوانب مهمة ، لأن الحالة في اليمن وصلت مرحلة بعيدة بسبب الفقر، مبينا أن عدد الذين يعانون من سوء التغذية بلغ عددهم نحو 8 مليون بعد أن كان العدد نحو 4 ملايين بسبب العوامل الثقافية والبيئية والفقر .
وقال: إن اختيار جمعية قطر الخيرية لهذا المشروع وغيره من المشروعات في اليمن اختيار موفق وفي محله ، وأكد وكيل قطاع التعاون الدولي استعداد الوزارة لتقديم أية تسهيلات لجمعية قطر الخيرية، طالما هي في خدمة الشعب اليمني، ويحدث نفس الشيء بالنسبة للمؤسسات الخيرية الأخرى .
المشروع متميز
ومن ناحيته وصف الدكتور عبد القوي أحمد نعمان- الوكيل المساعد لقطاع التعاون الدولي برنامج معالجة سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن - بأنه مشروع متميز وقال إن مسألة سوء التغذية موضوع يتعلق بقضية الأمن الغذائي في اليمن ككل .
وقال إن الدور الذي تقوم به قطر الخيرية دور غير عادي يستحق التقدير، معربا عن أمله في أن تكون قطر الخيرية نموذجا للمؤسسات الخيرية العاملة في اليمن ، ومن ناحيته قال محمد واحي مدير مكتب قطر الخيرية في اليمن خلال لقاء مع وكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية إن قطر الخيرية حشدت كل إمكانياتها حتى يتم تنفيذ المشروع وفق الخطة التي تم وضعها مع الشركاء، وقال إن قطر الخيرية اختارت منطقة الحديدة ولكن المشروع يمكن أن ينتقل إلى مناطق أخرى وهذه المسألة يمكن دراستها .
"الشرق" في ريف الحديدة
وقامت "الشرقط بجولة في محافظة الحديدة، التي يتركز فيها سوء التغذية الحاد ، وسوء التغذية المتوسط عند الأطفال وعند الأمهات الحوامل وشملت الجولة عددا من القرى الفقيرة في منطقة "الكدن" التي تبعد من مدينة الحديدة نحو 90 كيلو متر وتحدثت الشرق إلى الأهالي، قال يحي بكوير القديمي أحد أعيان المنطقة ومندوب جمعية الإصلاح الشريكة مع قطر الخيرية: إن سوء التغذية منتشر بدرجة واسعة وسط الأسر، نظرا لفقر المنطقة المدقع الأمر الذي جعل الأسرعاجزة عن توفير الطعام ذي القيمة الغذائية للأطفال، مبينا أن أصحاب الأموال من اليمنيين ومن المستثمرين جاءوا إلى المنطقة وحولو أهلها إلى أجراء بأجور زهيدة، لا تكفي شراءهم الغذاء لأطفالهم ، وأضاف : إن أهل المناطق المتأثرة يعولون كثيرا على هذا المشروع ، التي تقوم به قطر الخيرية خاصة أن حالة الأطفال والأمهات الحوامل والرضع تتطلب سرعة التحرك .
المنطقة موبوءة
ويقول بوكير : بسبب زراعة الموز في المنطقة أصيب الكثير من السكان بفشل كلوي ، نظرا لأن الموز يستخدم المواد والمبيدات التي تنتقل إلى عمال مزارع الموز وهم من أهل المنطقة، علاوة على أن جميع العاملين في زراعة الموز يعانون من فقر الدم وسوء التغذية، وليس الأطفال وحدهم إضافة إلى ذلك فإن سكان المنطقة يعانون من انتشار مرض الملاريا ومن حمى الضنك، كما أن نسبة كبيرة من السكان تعاني من أمراض نفسية تتطلب علاجا شهريا في حدود 15 ألف ريال شهريا وهي مبالغ ليس في استطاعة المرضى دفعها .
وتبين من الجولة أن القرى الأكثر تأثرا بسوء التغذية تقع في مناطق جبلية، وحتى مناطق زراعية حارة لا تتوفر فيها الكهرباء ولا الماء، أما مسألة الخدمات الصحية فهي نوع من الترف، وإن توفرت الخدمة الصحية فهي بسيطة جدا .
وللوقوف على الحالة الصحية في ريف الحديدة التقت "الشرق" بالمسؤولة عن العيادة الصحية في واحدة من أفقر القرى في المنطقة، حيث وافت الصحيفة بحالات سوء التغذية وقالت الممرضة المختصة :إن العيادة لا يوجد فيها شيء يعالج المرضى ونركز على علاج حالات سوء التغذية عند الأطفال حيث نمنحهم محلولا للإرواء وفيتامينات والأمل كبير في أن تقوم العيادة بدور مهم للسكان عند بدء البرنامج .
المرض أقعد الأطفال
وتبين من الجولة في مناطق سوء التغذية أن العديد من الأطفال مصابون بمرض الكساح، الذي أقعدهم عن المشي لذلك توجد مجموعة كبيرة من الأطفال على الأسرة لا تتحرك ، وبسبب سوء التغذية يبدون في أعمار أقل كثيرا من أعمارهم الحقيقة ، وفي ذات المنطقة زارت الشرق أسرة لديها أثنين من الأطفال ، الأول بنت عمرها 10 سنوات لا تتحدث وطريحة الفراش ويبدو أن عمرها سنتين ، وللبنت أخ شقيق عمره 14 عاما وهو أيضا مقعد بسبب مرض الكساح، ويظهر وكأن عمره 6 سنوات وهكذا تجد الكثير من الحالات المشابهة ، وقد تعود الناس هناك على هذه الحالات لأنهم لا حول لهم ولاقوة سوى الصبر وألسنتهم تلهج بالحمد دائما .
المتطوعون جاهزون
وفي مركز الرياحين بمدينة الحديدة ، الذي أنشأته قطر الخيرية والذي يقوم بتنظيم العديد من الدورات التدريبية تابعت الشرق الدورة التدريبية التي تنظمها قطر الخيرية لعدد من المتطوعين الذين سيشاركون في تنفيذ مشروع معالجة سوء التغذية عند الأطفال اليمنيين، المتطوعون يزيد عددهم عن الـ 30 شابا وشابة ، وقال المتطوعون لـ "الشرق": إنهم جاهزون لتنفيذ مشروع معالجة سوء التغذية الحاد عند الأطفال والذي وصفوه - سوء التغذية - بأنه حيوي ويقدم خدمة متميزة للأطفال بإنقاذ حياتهم بسبب الفقر الذي يعم المنطقة .
المشروع شراكة أممية
وكانت قطر الخيرية بدأت من خلال مكتبها في اليمن تنفيذ مشروع معالجة سوء التغذية بشراكة مع صندوق الاستجابة الطارئة التابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ، ويهدف المشروع إلى التدخل المباشر لإنقاذ حياة الآلاف من الأطفال اليمنيين ، الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في ثلاث محافظات يمنية .
و مشروع معالجة سوء التغذية سيتم تنفيذه في ثلاث محافظات يمنية يعاني أطفالها من سوء التغذية الحاد، و هي محافظة تعز وتضم مديريتي " مقبنة والتعزية " ومحافظة الحديدة وتضم مديرتي " الزهرة والضحى " إضافة إلى محافظة المحويت وتتبع لها مديرتان هما " الخبت وبني سعد" .