لا تعوز اليمنيين الحيلة في متابعة مباريات مونديال البرازيل 2014، خاصة في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر، وتشفير المباريات.
ونجح كثير من محبي الكرة في تجاوز مشكل التشفير وتمكنوا من متابعة معظم اللقاءات، ويرى الناقد الرياضي منصور الجرادي أن اليمنيين باتوا في ماراثون مرهق، يتسابقون في التقاط القنوات المشفرة، ويسابقون الكهرباء الغائبة في معظم مناطق البلاد، وخاصة العاصمة صنعاء.
وأكد الجرادي -في حديث للجزيرة نت- أن اليمنيين باتوا يغيّرون عاداتهم اليومية حتى تتواءم مع متابعة المونديال، وتخلى كثيرون عن عادات اجتماعية اعتادوا عليها كل يوم، وصار بعضهم يؤجل وقت "المقيل" ومضغ القات إلى المساء، بدلا عن النهار، اتساقا مع مواعيد بث المباريات.
وأضحت الملاعب والأندية الرياضية والمقاهي العامة، وحتى خيام الأعراس التي تنصب بالشوارع، ومحلات الإنترنت والألعاب، الأماكن التي يلتقي فيها الشباب والصغار والكبار لمشاهدة منافسات كأس العالم.
وقديما قبل "التشفير" والبث الحصري لبطولة كأس العالم والبطولات القارية الكبرى، كانت قناة اليمن الأرضية لا تنقل المباريات، وكان المواطنون يتابعونها بطريقة التقاط الهوائي من أقرب قناة خليجية قريبة وتحديدا السعودية.
وبعد ظهور "الستلايت" أبدع اليمنيون في التقاط القنوات التي تبث المباريات -وفق الجرادي- وذلك عبر صناعة "ستلايت" محلي من الحجم الكبير في ورش الحديد، أتاح التقاط كل القنوات المشفرة، حينها.
اهتمام حكومي
ولم يقتصر الشغف الشعبي على ملاحقة فعاليات المونديال والبث المباشر للمباريات، بل إن شركات خاصة -كما الجهات الحكومية- نصبت شاشات عرض كبيرة بالشوارع العامة، في العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى مثل عدن وتعز والحديدة والمكلا.
وكان وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني قد دشن في صنعاء على ملعب الظرافي شاشات عملاقة تنقل مباريات المونديال التي انطلقت الخميس الماضي.
وأفاد الإرياني بأن وزارته قامت بتوفير أكثر من ستين شاشة عملاقة في الملاعب والصالات الرياضية في العاصمة ومحافظات البلاد.
وكانت الداخلية وجهت مديري الشرطة بالعاصمة والمحافظات بتأمين مواقع شاشات العرض الخاصة بنقل مباريات كأس العالم التي نصبت بالملاعب الرياضية.
ونشرت الوزارة قوات أمنية بتلك المواقع ومحيطها لضمان السكينة العامة، وسلامة وراحة المواطنين واستمتاعهم بمشاهدة المونديال.
رسوم للمشاهدة
ويتابع أغلب عشاق الكرة في اليمن مباريات المونديال بالأندية والمقاهي والملاعب الرياضية، بعضها مجاني والكثير منها برسوم. ويقول محمد عبد الله (أحد مشجعي الكرة) إنه يدفع ثلاثمائة ريال (1.4 دولار) لقاء دخوله لأحد المحلات التي وفرت فرصة مشاهدة مباريات المونديال.
وقال صديقه أحمد العزي -الذي أحب تصويره وهو يرتدي الزي الخاص بفريق برشلونة الإسباني- أن لا شيء سيحول دون مشاهدة مونديال البرازيل، وهذا الحدث الوحيد الذي يبعدهم عن هموم السياسة وأجواء المعاناة اليومية في البلاد.
كما أشار إلى أن التشفير حرم الكثيرين من مشاهدة المونديال والاستمتاع بأحداث المنافسات الساخنة المصاحبة لأجواء المتابعة المباشرة للمباريات، لكن باعتقاده أن اللعبة الأكثر شعبية بالعالم لها عشاق كثر في اليمن، يجترحون المستحيلات لكسر التشفير وقهر الظلام وانقطاع الكهرباء.