يبدو أن مأزق أخطاء الغارات الأمريكية التي تشنها طائرات بدون طيار في مناطق متفرقة من اليمن قد وضع الكونجرس الأمريكي أمام خيار تخفيف العراقيل والشروط القاسية التي كان قد وضعها سابقاً لإعادة المعتقلين اليمنيين في قاعدة غوانتانامو بذريعة هشاشة الوضع الأمني في اليمن والذي قد يجعل من إعادة المعتقلين إليه مغامرة خطيرة قد تعود بأضرار فاذحة على تحالف محاربة الإرهاب.
وفي هذا السياق صوت الكونجرس الأمريكي عشية الجمعة على قرار يقضي بتخفيف القيود والعراقيل المتعلقة بنقل المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم، حيث نقلت وكالة سبأ أن المادة 1038 من مشروع القانون التوافقي الخاص بميزانية وسياسة الدفاع الوطني الأمريكي التي صوت عليها مجلسي النواب والشيوخ قد نصت على تكليف وزيري الدفاع والخارجية بتقديم تقارير للجان الدفاع والخارجية في مجلسي النواب والشيوخ خلال فترة 120 يوم من اعتماد الرئيس الأمريكي باراك اوباما لهذا المشروع.
ومن المتوقع أن تتضمن التقارير رأي الحكومة اليمنية فيما يتعلق بمدى قدرتها على استيعاب المعتقلين، وإعادة تأهيلهم وإجراء محاكماتهم، بالإضافة إلى تقييم القضايا الانسانية المتعلقة بمسألة نقل المعتقلين، لترفع بموجبها عراقيل وضعها اعضاء الكونجرس سابقاً كانت تطلب شروطا تعجيزية وضمانات غير واقعية.
وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت قراراً بإعادة المعتقلين اليمنيين إلى اليمن بعد محاولة نيجيري تفجير طائرة أمريكية في العام 2010م.
وبحسب مصادر فإن عدد المعتقلين اليمنيين الموجودين في غوانتانامو86 معتقلاً كانت قد تمت الموافقة على إطلاق سراحهم، إلا أن تنامي قوة تنظيم القاعدة في اليمن قد ضاعف من مخاوف السلطات الأمريكية من احتمال عودتهم إلى صفوف تنظيم القاعدة.
الجدير بالذكر أن السلطات الأمريكية تصنف اليمن الآن على أنها ميادان الصراع الأول مع تنظيم القاعدة الذي بدأ يستعيد قوته رغم الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم من خلال قصف الطائرات بدون طيار.
وكانت اليمن شهدت مؤخراً هجوم دامٍ استهدف مجمع وزارة الدفاع اليمنية راح ضحيته 56 قتيل وأكثر من 200 جريح، حيث أكدت السلطات الرسمية أن القاعدة هي المنفذة للهجوم، في حين نفت القاعدة ذلك.