فشلت دعوات إسقاط المعسكرات والنقاط الأمنية بحضرموت عبر إستغلال بعض القوى السياسية لـ"الهبة الشعبية" التي تحولت بفعل إنتشار قوات الأمن والجيش إلى مسيرات ومهرجانات سلمية.
وجاءت هذه التظاهرات بدعوة من قادة القبائل الجنوبية، احتجاجا على مقتل أحد زعمائهم ويدعى الشيخ سعد بن حبريش في 2 ديسمبر الجاري على حاجز عسكري.
وقال سالم المنهالي وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء إن المسيرات كانت في مستوى راقي من الحضارة والديمقراطية حيث نفذت بشكل سلمي .
وأضاف" حتى الساعة لم يحدث أي إطلاق نار أو جرحى أو حتى إغلاق للمحلات التجارية".
اكد مصدر عسكري في محافظة حضرموت ان مدينة المكلا وكافة مدن حضرموت تعيش أجواء الأمن والاستقرار وان المواطنين يمارسون أعمالهم وحياتهم بشكل طبيعي وبالصورة اليومية المعتادة .
وقال المصدر ان "ما تروج له بعض المواقع هو محض كذب فاضح لايمت الى الواقع بصلة , ولايوجد سوى في مخيلة عقول معتلة وواهمة تريد ان ترضي نزواتها المريضة بعد خابت وخسرت أمانيهم البائسة في نشر العنف والفوضى والإساءة إلى حضرموت وتاريخها العريق" .
وكان نفى مصدر مسئول في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن سيطرة بعض القبائل على نقاط عسكرية في منطقة المسيلة بمديرية غيل بن يمين .
وأوضح المصدر أن هذه الافتراءات والأخبار التي تبثها عدد من وسائل الإعلام غير صحيحة وتهدف إلى زعزعة الأمن والإستقرار في محافظة حضرموت .
وحول مساعي السلطات اليمنية في احتواء "الهبة الشعبية" في حضرموت، قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الخميس، أن "اللجنة الرئاسية المكلفة بالتحقيق في ملابسات حادثة مقتل الزعيم القبلي سعد بن حمد بن حبريش ومرافقيه، التقت في مدينة سيئون بأعضاء مجلسي النواب والشورى ومدراء عموم المديريات ومكاتب الوزارات والعلماء والشخصيات الاجتماعية والأعيان وجمع من المواطنين، في محاولة لاحتواء تداعيات مقتل بن حبريش خلال اشتباكات بين مرافقيه وجنود نقطة أمنية في سيئون قبل أسابيع وهو ما أدى إلى مقتل أربعة جنود واثنين من مرافقي الزعيم القبلي".
وكانت اللجنة الرئاسية قد شكّلت برئاسة نائب وزير الداخلية اللواء الركن علي ناصر لخشع وتحت اشرافه "للتحقيق في حادثة مقتل بن حبريش، ومتابعة القضايا والمطالب الحقوقية المشروعة التي تهم كل ابناء حضرموت دون استثناء". وهي المطالب التي أعلن عنها المؤتمر القبلي الحاشد الذي عقد في العاشر من الشهر الجاري في وادي نحب بحضرموت لمناقشة تداعيات مقتل بن حبريش، ودعا المؤتمر إلى تسليم المهام الأمنية إلى أبناء محافظة حضرموت وإخراج المعسكرات من المدن، خلال مدة تنتهي الجمعة، وفي حال لم تستجب السلطات فإن ابناء حضرموت، سيخرجون في "هبة شعبية" ستتولى تنفيذ هذه المطالب بنفسها.
وقال رئيس اللجنة الرئاسية ان "اللجنة الامنية في حضرموت اتخذت قرارا بإعادة النظر في خارطة نقاط التفتيش وإبقاء النقاط التي تحمي امن ابناء المنطقة، على ان يتولى أبناء حضرموت قيادة تلك النقاط وتخضع تلك النقاط لأوامر مدراء عموم المديريات". وهو القرار الذي أصبح متأخراً كونه يأتي قبل يومين فقط من انتهاء المدة المحددة. ولفتت اللجنة إلى أنها أتخذت "قراراً بنقل مقرات معسكرات القوات المسلحة من المدن" غير ان هذا القرار سيتم الاعلان عنه يوم السبت القادم، أي بعد انطلاق الهبة الشعبية بيوم واحد، الأمر الذي قد يفسر عدم جدية السلطات الأمنية في تنفيذ مطالب أبناء حضرموت، وأنها فقط تسعى لكسب مزيد من الوقت، لتتمكن من استقطاب زعماء القبائل واغرائهم بالمال لثنيهم عن المضي قدما مع خيار الهبة الشعبية.