الرئيسية / مال وأعمال / تفشي الفقر والجوع في الولايات المتحدة
تفشي الفقر والجوع في الولايات المتحدة

تفشي الفقر والجوع في الولايات المتحدة

06 ديسمبر 2012 11:10 مساء (يمن برس)
مع استعداد الرئيس باراك اوباما والكونغرس لاقتطاع تريليونات الدولارات من البرامج الاجتماعية التي تُبقي أعداداً كبيرة من الناس خارج دائرة الفقر، بلغ تفشي الجوع والفقر في الولايات المتحدة، معدلات لم تشهدها البلاد منذ عقود، كما كتب اندريه دامون، في موقع غلوبال ريسيرتش، (25/11/2012) .
 
يحتكم الكاتب إلى الإحصاءات والأرقام . فيقول إن عدد الأمريكيين الذين يتلقون قسائم معونة غذائية، بلغ في أغسطس/ آب من هذا العام، رقماً قياسياً جديداً، هو 1 .47 مليون شخص، وفق آخر أرقام وزارة الزراعة الأمريكية . ويزيد هذا الرقم بمقدار مليون شخص على الرقم في السنة الماضية، كما يزيد بأكثر من النصف عما كان عليه في اكتوبر/ تشرين الأول ،2008 يوم كان 30 مليوناً . وفي مدينة واشنطن، عاصمة البلاد، وولاية ميسيسيبي، يتلقى أكثر من خمس السكان الآن قسائم معونات غذائية .
 
والمعدل الشهري للمعونة الغذائية لكل شخص، هو 130 دولاراً، أو نحو 33 .4 دولار في اليوم، أي أقل من ثمن فنجان قهوة في منطقة منهاتن السفلى (الجزء الجنوبي من منهاتن، حيث مركز التجارة والأعمال والحكم في مدينة نيويورك) . . ومع ذلك، تجري الآن مناقشة مشروع قانون في مجلس الشيوخ، من شأنه أن يقتطع مليارات الدولارات من البرنامج على مدى عشر سنوات، ويُلقي بعدد غير محدد من الأطفال والشيوخ والعجزة في وهدة الفقر . ففي الولايات المتحدة الآن، نحو 50 مليون شخص يفتقرون إلى الأمن الغذائي، وقد حقق العدد قفزة عالية عما كان عليه عام ،2007 إذْ كان 36 مليوناً؛ ومن بين هؤلاء الجياع 17 مليون طفل .
 
وقد بلغ معدل الفقر الرسمي رقماً قياسياً، على الرغم من أنه يقلل كثيراً من المستوى الحقيقي للحرمان الاجتماعي . ففي الولايات المتحدة الآن نحو 7 .49 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، أي 1 .16%  من المجموع الكلي للسكان، وفق المقياس التكميلي للفقر، الذي أصدره مكتب الإحصاء الأمريكي هذا الشهر . وفي عام ،2006 كان هنالك 3 .37 مليون شخص فقراء، وكان معدل الفقر الرسمي 5 .12% .
 
وقد وجد التقرير معدلات فقر عالية بصورة استثنائية في الولايات التي تتميز بتكلفة معيشة عالية . ويبلغ معدل الفقر في كاليفورنيا، وفق المقياس الجديد 5 .23%، أي أن واحداً تقريباً من كل أربعة من سكان الولاية الأكثر ثراءً، والأشد ازدحاماً في البلاد، فقير . أي أن كاليفورنيا- موطنَ هوليوود، ووادي السيليكون، بالإضافة إلى مصانع الملابس الضخمة التي يعمل فيه العمال بأجر زهيد، ومعسكرات العمل التي تؤوي عمال المزارع المهاجرين- تملك واحداً من أعلى مستويات التفاوُت في الدخل في الولايات المتحدة .
 
وفي الوقت ذاته، تكشف بيانات مكتب الإحصاء أن متوسط دخل الأسرة في أمريكا- قد انخفض بنسبة 5 .1% عن السنة الماضية . وكان هذا الرقم أقل ب 1 .8% عما كان عليه عام ،2007 وب 9 .8% عما كان عليه عام ،2009 وقد انخفض دخل الأسرة الأمريكية النمطية عام ،2011  للسنة الرابعة على التوالي، وبلغ مستويات منخفضة شهدتها البلاد آخر مرة عام 1995 . ويقول الكاتب، إن ما فاقم معدلاتِ الفقر العالية والبؤس الاجتماعي الذي سببته الأزمة الاقتصادية، هو استمرارُ الاقتطاعات من ميزانيات البرامج الاجتماعية .
 
فبرامج الحكومة لمكافحة الفقر، تُبقي نحو 50 مليون شخص خارج دائرة الفقر . ومن دونها، سوف يتضاعف معدله . . وفي عام ،2001 قدّم التأمين ضد البطالة معونة ل 26 مليون عامل، ورفع 3 .2 مليون شخص، من بينهم أكثر من 600 ألف طفل، فوق خط الفقر . . وفي عام ،2010 تلقى نحو ثلثيْ الناس الذين يدخلون ضمن إحصاءات الحكومة للعاطلين عن العمل، معونات بطالة . ولكن هذا الرقم، انخفض في عام ،2011 إلى 54% . وهبط في هذا العام إلى 45% فقط . . .
 
والآن، من المقرر أن توقَف معونات البطالة، المطبقة بسبب التدهور الاقتصادي، ونمو البطالة طويلة الأمد، في 31 ديسمبر/ كانون الأول . وما لم يتم تجديد البرنامج، فسوف يُفصل منه مليونا شخص، ولن يحصل أي عاطل من العمل، في أي مكان في البلاد، على راتب بطالة، لأكثر من 26 أسبوعاً بعد تسريحه من العمل .
 
وإذا تُرك البرنامج ليتهاوى، فسوف يعني ذلك أن ما لا يزيد على ربع العاطلين من العمل رسمياً، سوف يتلقون أي شكل من أشكال المعونات .
 
ويقول الكاتب، إن أغلب الناس، ترى أن انتخابات ،2012 جاءت ورحلت من دون أن تعالج همومهم واحتياجاتهم الحقيقية . والمؤسسة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، غير مبالية بالدمار الاجتماعي الذي أنتجه نظامها، كما أنها مناهضة لأي إجراءات يمكن أن تعالجه .
 
ويمضي الكاتب قائلاً: إن كلمة “فقر” لا تظهر أبداً في الخطب والتعليقات التي يدلي بها الرئيس باراك أوباما، الذي انتخب لأعلى منصب في بلد، نصف سكانه فقراء أو قريبون من الفقر . وادارة اوباما تمثل قسوة فؤاد الارستقراطية المالية وخُدّامها السياسيين .
 
ومع انزياح انتخابات نوفمبر عن الطريق، تفرّغ الديمقراطيون والجمهوريون، لمهاجمة برامج المعونات وكل ما يتبقى من “شبكة الأمان” الاجتماعية، غير مفكرين إلاّ بمصالحهم . وعذرهم دائماً، عدم وجود أموال لهذه البرامج . في حين أن أصحاب المليارات، ممن يقفون وراء الساسة ويدعمونهم، متخمون بالأرباح القياسية ونِعَم سوق البورصة في وول ستريت .
 
وإذ يوجد هذا الفقر المدقع، جنباً إلى جنب مع الثروة الطائلة الفاقدة لأي إحساس، يتقبله التحالف المكون من أرباب المال والساسة، باعتباره من حقائق الحياة في الولايات المتحدة . ولكن السكان، الذين لم يأخذ أحدٌ رأيهم في ذلك، يغلون بالغضب . . فالمجتمع الأمريكي، الذي يسوده التصلب، والظلم واللامساواة، متجه نحو هبّة اجتماعية، لا محالة .
 
"الخليج" الاماراتية
شارك الخبر