الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: معركة "شرعية السماء" تشتعل في حضرموت - فتاوى متضادة تبرر القتل وتحلل الدماء... من ينتصر في حرب المشايخ؟!
عاجل: معركة "شرعية السماء" تشتعل في حضرموت - فتاوى متضادة تبرر القتل وتحلل الدماء... من ينتصر في حرب المشايخ؟!

عاجل: معركة "شرعية السماء" تشتعل في حضرموت - فتاوى متضادة تبرر القتل وتحلل الدماء... من ينتصر في حرب المشايخ؟!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 31 ديسمبر 2025 الساعة 09:20 مساءاً

منذ عام 2019، لم تخض قوات المجلس الانتقالي معركة واحدة دون فتوى دينية تسبقها! واليوم تشتعل حضرموت بأخطر حرب فتاوى في التاريخ اليمني الحديث، حيث تتسابق الأطراف المتصارعة على احتكار "شرعية السماء" عبر أحكام دينية متناقضة تحلل دماء الخصوم وتبرر القتل.

تصاعدت وتيرة الاستعانة بالفتاوى التكفيرية قبل اندلاع المواجهات العسكرية، في تطور خطير يهدف لتهيئة البيئة النفسية والاجتماعية لتقبّل العنف وتجريد الأعداء من أي حماية دينية أو أخلاقية.

فتاوى النار تسبق الدبابات

برزت فتوى الشيخ عبد الله شعيفان البكري المحسوب على المجلس الانتقالي، والتي نشرها صوتياً عبر منصة إكس، متضمنة آراء تكفيرية تصف مؤيدي رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش بـ"الخوارج"، واعتبار قتلاهم "ميتة جاهلية".

كما أُعيد تداول فتوى للشيخ السلفي خالد الأنصاري الذي صرح سابقاً: "أفتيت باستهداف الجنود الشماليين... للجنود الشماليين: اخرجوا وإلا استهدفناكم"، في تصعيد واضح للخطاب التحريضي.

الصراع الخليجي على النفوذ الديني

يكشف هذا التطور الصراع الأعمق بين السعودية والإمارات للسيطرة على التيار السلفي المدخلي في اليمن. فبعد عقود من الهيمنة السعودية على هذا التيار، نجحت الإمارات في استقطاب فصائل سلفية عبر المال والدعم، مؤسسة قوات العمالقة التي اندمجت لاحقاً ضمن بنية المجلس الانتقالي.

ردت الرياض بتأسيس قوات "درع الوطن" مطلع 2023 بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في محاولة لاستعادة نفوذها داخل التيار السلفي، خاصة مع اقتراب القوات الإماراتية من الحدود السعودية في حضرموت.

تردد ديني في ساحة المعركة

كشف الاختبار الأول لقوات "درع الوطن" في حضرموت حجم الإرباك، إذ تجنبت هذه القوات الدخول في مواجهة مباشرة مع قوات المجلس الانتقالي، مبررة موقفها بخطاب ديني اعتبر المواجهة "قتالاً محرماً بين مسلمين".

سباق الفتاوى المضادة

واجهت السعودية تأثير فتاوى الطرف الآخر بإصدار الشيخ عبد الله البخاري فتوى تؤكد وجوب السمع والطاعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، لكن هاني بن بريك رد بفتوى مضادة تعيد تعريف "ولي الأمر" على أساس السيطرة والقوة.

تواصل السباق مساء الأحد بفتوى جديدة من د. سليمان الرحيلي، إمام مسجد قباء في المدينة المنورة، شددت على حرمة الخروج على ولي الأمر القائم، رداً على سؤال من "إخواننا اليمنيين".

انقلاب الأدوار التاريخي

في مفارقة صادمة، يمارس المجلس الانتقالي اليوم ذات الفعل الذي اشتكى منه عام 1994، عندما حرضت فتاوى على القتال ضد القوى الانفصالية في الجنوب، لكن بصورة أكثر سفوراً وخطورة ضد مخالفيهم.

وهكذا تتحول حضرموت إلى مسرح لحرب فتاوى حقيقية، لا لأن الفتوى جوهر النزاع، بل لأنها الأداة الأسهل لتبريره ودفع الناس إليه في مجتمع يمني ملتزم يشكل الدين أحد مرتكزات هويته الأساسية.

شارك الخبر