انفجار تاريخي هز أسواق المعادن الثمينة عالمياً - الفضة تحقق مكاسب خرافية تجاوزت 170% خلال عام 2025، قافزة من مستوى 29.50 دولاراً في بداية العام إلى عتبة الـ80 دولاراً للأوقية مع نهاية ديسمبر، متفوقة بذلك على الذهب وكافة الأصول الأخرى في أداء وصفه المحللون بـ"الصاروخي".
لكن وسط نشوة المكاسب الهائلة، تطلق البنوك والمؤسسات المالية العملاقة تحذيرات مدوية من انهيار وشيك قد يقذف بالمعدن الأبيض إلى مستويات الـ45 دولاراً، مما ينذر بكارثة حقيقية للمستثمرين المتأخرين.
رحلة ملحمية من القاع إلى القمة
شهدت الفضة عام 2025 محطات درامية بدأت بصعود تدريجي من 29.50 دولاراً وصولاً إلى 34.40 دولاراً في مارس، قبل أن تتلقى "صدمة أبريل" عندما أعلن الرئيس ترامب تعريفات جمركية واسعة في ما عُرف بـ"يوم التحرير"، مما أعادها لمستويات البداية.
الانطلاقة الحقيقية جاءت في يونيو باختراق حاجز الـ34 دولاراً، تصاعدت إلى 41 دولاراً بسبتمبر، ثم سجلت قمة تاريخية فوق 54 دولاراً في أكتوبر. أما ديسمبر فشهد ما وصفه الخبراء بالصعود "الباربولي" - حركة صاعدة حادة اخترقت 60 دولاراً، ثم 70 دولاراً، لتستقر عند 79.30 دولاراً بحلول 26 ديسمبر.
تحذيرات مؤسسية من "الطوفان القادم"
رغم الأداء المبهر، تبدي المؤسسات المالية الكبرى تشاؤماً حاداً تجاه استدامة هذه المستويات:
- مؤسسة Heraeus تتوقع "فترة تصحيح حتمي" في الجزء الأول من 2026، مبررة ذلك بأن الأسعار ارتفعت "بسرعة كبيرة جداً"، مما يستوجب توحيداً سعرياً في نطاق 43-62 دولاراً.
- بنك TD Securities يحذر من "ظاهرة طوفان الفضة" - أكبر موجة ملء للمخازن الحرة في لندن على الإطلاق، حيث تتوفر أكثر من 212 مليون أوقية تكفي لتغطية عجز السوق العالمي لعامين، مما يتوقع معه هبوط الأسعار لمنتصف الأربعينات.
- BMO Capital Markets يرى الفضة في حالة "تشبع شراء" خطيرة، متوقعاً متوسطاً سعرياً عند 56.3 دولاراً لعام 2026.
صراع التوقعات: مؤسسات مقابل أفراد
في المقابل، يراهن الخبراء الفنيون والمستثمرون الأفراد على إمكانية وصول الفضة إلى 100 دولار مدفوعة بعجز المعروض والطلب المتزايد على الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي.
هذا التباين الحاد في التوقعات ينذر بعام 2026 مليء بالتقلبات العالية، بعيداً عن الصعود المستمر الذي ميز 2025، في حين تراهن المؤسسات المالية على أن "طوفان المخزونات" في لندن سيعمل ككابح فعال للمزيد من الارتفاعات الجنونية.
