في تحدٍ صارخ للتهديدات السعودية، أطبقت الفصائل الإماراتية محاصرة عسكرية كاملة على غيل بن يمين، آخر معاقل القوى الموالية للسعودية في حضرموت، بينما عادت قواتها للسيطرة على الحقول النفطية الاستراتيجية في هضبة حضرموت.
وأفادت مصادر محلية أن فصائل المجلس الانتقالي أغلقت كافة المنافذ المؤدية للمديرية القريبة من سيئون، في عملية تستهدف اعتقال عمرو بن حبريش، زعيم حلف القبائل بحضرموت وقائد قوات حماية حضرموت، الذي ظهر مؤخراً وتوعد بتحقيق النصر.
وتزامن هذا التصعيد العسكري مع إعادة انتشار القوات الإماراتية في المواقع النفطية الحيوية، والتي كانت قد انسحبت منها سابقاً استجابة للضغوط السعودية الرامية للتهدئة.
بيان سعودي حاد يتهم الإمارات بالتمرد
جاء التحرك الإماراتي عقب إصدار الخارجية السعودية بياناً عُدّ الأشد لهجة ضد الانتقالي، حيث وجهت اتهامات مباشرة بالتمرد ونفت موافقة التحالف على السيطرة على حضرموت والمهرة، مع التلويح بخيارات تشمل الإضرار بالقضية الجنوبية وأخرى ذات طابع عسكري.
وكانت المملكة قد جددت مطالبتها للمجلس الانتقالي بسحب قواته من المحافظتين الاستراتيجيتين، في وقت تواصل فيه الفصائل الإماراتية توغلها البطيء خشية مواجهة مقاومة مسلحة.
رسالة تحدٍ أم استعداد للانسحاب؟
يبقى الغموض يلف الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد، حيث لم يتضح ما إذا كانت الفصائل تسعى لحسم السيطرة على آخر القوى الحضرمية تحسباً لانسحاب مستقبلي، أم أنها ترسل رسالة واضحة للرياض بأن تهديداتها لن تثنيها عن التمسك بالثروة النفطية.
وتشير التوقيتات إلى استمرار رفض القوات الإماراتية التخلي عن السيطرة على المصادر النفطية، رغم تصاعد الضغوط السعودية والتلويح بخيارات عسكرية مباشرة.