في تطور مفاجئ هز أسواق القهوة المصرية، انخفضت أسعار القهوة بنسبة 8% خلال أسبوع واحد فقط، مسجلة أكبر تراجع منذ شهرين بفعل قرار أمريكي صاعق. قرار واحد من ترامب وفّر على المصريين 60 جنيه في كل كيلو قهوة، في انخفاض تاريخي قد لا يستمر طويلاً والفرصة متاحة الآن فقط لملايين محبي القهوة.
كشفت شركة قهوة عبد المعبود عن تخفيضات جذرية شملت جميع الأنواع، حيث تراجع سعر القهوة المحوجة إلى 736 جنيهاً للكيلو بدلاً من 800 جنيه، والسادة إلى 589 جنيهاً بعد أن كانت تتجاوز 640 جنيهاً. أحمد السيد، تاجر قهوة بالجملة، يصف المشهد: "استطعت تخفيض أسعاري 8% ومضاعفة مبيعاتي خلال أسبوع واحد، الزبائن عادوا بقوة". المشهد في الأسواق تغيّر تماماً، حيث تملأ رائحة القهوة المحمصة الشوارع وسط ابتسامات الزبائن وطوابير أمام محلات البن.
السبب وراء هذا الانهيار السعري المفاجئ يعود لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الرسوم الجمركية البالغة 40% على الواردات البرازيلية، في خطوة جاءت بسبب ضغوط متزايدة من المستهلكين الأمريكيين المنهكين من ارتفاع تكاليف الغذاء. وكما حدث في أزمة 2008 عندما انهارت أسعار السلع العالمية، نشهد اليوم موجة تصحيح مماثلة انتشرت بسرعة البرق من واشنطن لشوارع القاهرة. د. محمد إبراهيم، خبير الأسواق الزراعية، يؤكد: "هذا التخفيض بداية لموجة انخفاضات ستستمر 3 أشهر قادمة".
التأثير على الحياة اليومية للمصريين كان فورياً ومحسوساً، حيث عادت طقوس القهوة الصباحية للأسر متوسطة الدخل بعد غياب شهور طويلة. أم محمد، ربة منزل من شبرا، تحكي بفرح: "كنت أدفع 800 جنيه للكيلو الشهر الماضي وأضطر لتقليل الاستهلاك، اليوم اشتريت كيلوين بسعر كيلو ونص". علي حسن، صاحب مقهى شعبي، يضيف: "لأول مرة منذ سنتين أقدر أقدم قهوة بجودة عالية وسعر معقول لزبائني". التوفير البالغ 60 جنيه للكيلو يعادل سعر 3 أرغفة خبز أو تذكرة مواصلات لمدة أسبوع كاملة، مما يحسن القدرة الشرائية لملايين المصريين.
انخفاض أسعار القهوة يشبه هطول المطر بعد موجة حر طويلة - راحة منتظرة لملايين المصريين، لكن السؤال المحوري يبقى: هل سيستمر هذا الانخفاض التاريخي، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة قبل عاصفة أسعار جديدة؟ الخبراء ينصحون بـاستغلال الفرصة للشراء بكميات معقولة للاستهلاك الشهري، مع تجنب التخزين المفرط الذي قد يؤدي للتلف. الفرصة الذهبية متاحة الآن، والحكمة تقتضي اغتنامها بذكاء.