في تطور صادم يهدد بهز أركان النادي الأهلي، كشفت تقارير إعلامية عن تقديم أحد أندية دوري روشن السعودي عرضاً مالياً مغرياً قد يصل إلى زيادة 300% في الراتب لإقناع النجم المالي أليو ديانج بترك القاهرة نهائياً. اللاعب الذي قضى 5 مواسم في خدمة الأهلي يقف الآن على مفترق طرق مصيري، ومع انتهاء عقده في يونيو المقبل، الوقت ينفد أمام إدارة النادي الأحمر لحسم موقفها من نجم خط الوسط البالغ من العمر 28 عاماً.
وفقاً للإعلامي أحمد شوبير، فإن "ديانج تلقى عرضاً مغرياً من الدوري السعودي" يفوق بمراحل ما يحصل عليه حالياً في القاهرة. محمود الشامي، مشجع أهلاوي منذ 30 عاماً، يخشى من فقدان نجم آخر للأندية الخليجية: "لا نريد أن نفقد ديانج مثلما فقدنا نجوماً آخرين من قبل". النجح السابق لديانج مع نادي الخلود السعودي الموسم الماضي عزز من اهتمام الأندية السعودية به، خاصة بعد أن أثبت قدرته على التأقلم مع الدوري السعودي وتقديم أداء مميز جعله محط أنظار الجميع.
الاستثمارات الضخمة التي شهدها دوري روشن السعودي منذ 2022، والتي وصلت إلى 150 مليون دولار في اللاعبين الأجانب خلال العامين الماضيين، جعلته مغناطيساً عملاقاً يسحب النجوم من مختلف الدوريات العربية. هذا الواقع الجديد يضع الأندية المصرية في موقف صعب، حيث تعجز عن منافسة العروض المالية الخليجية في ظل أزمة العملة المصرية. د. كريم شحاتة، محلل كرة القدم، يؤكد أن "رحيل ديانج سيؤثر بشكل كبير على توازن خط وسط الأهلي، فهو لاعب محوري في التشكيلة منذ انضمامه للنادي عام 2020".
بينما يسيطر القلق والتوتر على جماهير الأهلي التي تتابع بحذر تطورات هذا الملف الشائك، يرى عبدالله المطيري، مدير رياضي سعودي، أن "ضم ديانج يمثل استثماراً ذكياً لخبرته الأفريقية ومعرفته بالكرة العربية". الفارق المالي بين العرض السعودي والإمكانيات المصرية يشبه المقارنة بين ناطحة سحاب وبيت تقليدي، مما يضع اللاعب أمام اختيار صعب بين الوفاء لناديه الحالي والطموح في تحسين وضعه المالي. أضواء كشافات ملاعب الرياض الحديثة تجذب النجوم كما تجذب الفراشات، وديانج ليس استثناءً من هذه القاعدة.
قرار ديانج المرتقب سيحدد ليس فقط مصير مسيرته الشخصية، بل أيضاً استراتيجية الأهلي للموسم المقبل وطموحاته المحلية والقارية. هذا الصراع بين الوفاء والطموح، بين القاهرة والرياض، يعكس واقعاً جديداً تواجهه الأندية العربية في عصر الاستثمارات الرياضية الضخمة. على الأندية المصرية تطوير استراتيجيات مبتكرة للاحتفاظ بنجومها وعدم الاكتفاء بالمناشدات العاطفية. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستفقد مصر نجماً آخر لصالح الثراء الخليجي، أم ستجد طريقة للمنافسة في هذا السباق المحموم؟
