في تطور صادم هز أركان الكرة السعودية، يستعد الهلال لخوض 9 مباريات حاسمة بدون نجميه الأساسيين ياسين بونو وكاليدو كوليبالي، في أقسى اختبار يواجهه العملاق الأزرق منذ 3 سنوات. الأرقام مرعبة: غياب 50% من العمود الفقري الدفاعي بقيمة 150 مليون ريال خلال شهر كامل من المنافسة الشرسة، ما يضع سيموني إنزاغي أمام امتحان النار الحقيقي.
"هذا تحدي حقيقي سيظهر عمق الفريق الحقيقي"، هكذا وصف إنزاغي الأزمة التي تضرب قلعته الزرقاء كالصاعقة. أحمد الزهراني، مشجع الهلال منذ 20 عاماً، يعبر عن قلقه الشديد: "نعيش كابوساً حقيقياً، كيف سنواجه النصر والأهلي بدون حراسنا الأول ومدافعنا الصخرة؟" الإحصائيات تؤكد حجم الكارثة: 30 يوماً من الغياب الإجباري تتضمن مواجهات مصيرية أمام التعاون والخليج وضمك، قبل الكلاسيكو المنتظر أمام النصر.
التاريخ يعيد نفسه بقسوة، فكما واجه ريال مدريد أزمة غياب رونالدو في 2018، يجد الهلال نفسه في موقف مشابه لكن بضعف التعقيد. كأس أمم أفريقيا تسرق نجمين في أسوأ التوقيتات الممكنة، تماماً كمن فقد سائقه الماهر في وسط عاصفة رملية. د. سالم الدوسري، المحلل الرياضي المخضرم، يحذر: "هذه الفترة ستحدد مدى جدية طموحات الهلال هذا الموسم، الأمر لم يعد مجرد غياب لاعبين، بل اختبار لفلسفة النادي كاملة".
في شوارع الرياض وقمرة الرياض، القلق يسود المقاهي الشعبية حيث تدور نقاشات حادة بين المشجعين. "البديل ماتيو بوتيه أمامه فرصة العمر لإثبات جدارته، لكن الضغط سيكون جحيماً حقيقياً"، يقول طارق السبيعي الذي شهد انزعاج إنزاغي الواضح من التوقيت الكارثي للبطولة. الفرصة ذهبية للمنافسين لتقليص الفجوة مع العملاق الأزرق، بينما يتحضر حسان تمبكتي ويوسف أكتشيشيك لحمل مسؤولية تاريخية على أكتافهم.
الساعات القادمة ستكشف خطة إنزاغي السرية للخروج من هذا المأزق، فالشهر القادم سيحدد مصير موسم بأكمله. على الجماهير دعم البدلاء وعدم الضغط عليهم، وعلى الإدارة تحضير خطط مستقبلية لتجنب تكرار هذا السيناريو الكابوسي. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل سيثبت الهلال أنه أكبر من نجومه، أم ستكون هذه بداية انهيار حلم الموسم؟