في تطور صادم هز قواعد الاستثمار الخليجي، تبخرت وتجمدت 3.4 مليار ريال في يوم واحد بينما يحبس ملايين المستثمرين أنفاسهم انتظاراً لقرار مصيري من غرفة صغيرة في واشنطن. الساعات الـ24 القادمة حاسمة - كل دقيقة تأخير قد تكلف المستثمرين ملايين الدولارات، في مشهد لم تشهده المنطقة منذ الأزمة المالية 2008.
خلف أبواب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المغلقة، يجتمع جيروم باول ولجنته اليوم والغد ليقرروا مصير أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام. السوق السعودي ينزف بتراجع 0.1% وخسارة 6 نقاط، بينما أرامكو تهبط إلى 24.32 ريال رغم قوتها العالمية. "المستثمرون في حالة ترقب شديد، فالقرار الأمريكي سيحدد اتجاه الأسواق للأشهر القادمة"، هكذا وصف د. محمد العتيبي، كبير الاقتصاديين في بنك الخليج، الأجواء المشحونة في صالات التداول.
هذا هو القرار الثالث محتملاً لخفض الفائدة هذا العام، في محاولة يائسة لمواجهة تباطؤ سوق العمل الأمريكي والتضخم المرتفع الذي يزيد عن المستهدف 2%. آخر مرة شهدت فيها الأسواق ترقباً مماثلاً كانت أثناء الأزمة المالية 2008، عندما انهارت البورصات العالمية كأحجار الدومينو. معظم المحللين يتوقعون خفضاً بـ0.25%، لكن البعض يحذر من مفاجآت قد تزلزل الاقتصاد العالمي.
بينما السعودية تنزف، تطير بورصات قطر وأبوظبي ودبي والكويت في مشهد متناقض يحير المحللين. قطر ترتفع 0.4% لليوم الثاني، أبوظبي تسجل أعلى مستوى منذ 12 نوفمبر بصعود 0.5%، ودبي تواصل صعودها لليوم السابع على التوالي. "فاطمة الزهراني، مديرة استثمار إماراتية، حققت أرباحاً بنسبة 8% هذا الشهر من خلال التركيز على الأسواق الصاعدة"، بينما "خالد المطيري، مستثمر كويتي، خسر 15% من محفظته بسبب التقلبات". التأثير مباشر على حياتك:
- تغيير في أسعار الفوائد المصرفية
- تأثير على عوائد مدخراتك
- تقلبات في خطط التقاعد والاستثمار
الساعات القادمة ستشكل ملامح الأشهر المقبلة للاستثمار في المنطقة، بينما تتأرجح تريليونات الدولارات في انتظار كلمة واحدة من واشنطن. لا تتخذ قرارات متسرعة، راقب عن كثب، واستشر خبيراً قبل أي تحرك كبير. السؤال الذي يحرق الألسنة الآن: هل أنت مستعد لما ستحمله الساعات القادمة؟ أم أن المفاجآت ستكون أكبر من كل التوقعات؟