في تطور مناخي مفاجئ هز الأرصاد المصرية، تشهد 6 محافظات مصرية انخفاضاً صاعقاً في درجات الحرارة يصل إلى 17 درجة مئوية خلال ليلة واحدة، مع سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بالرعد والبرق لأول مرة منذ أسابيع. موجة برد قطبية حقيقية تجتاح البلاد من الشمال للجنوب، مسجلة أدنى درجة حرارة في سوهاج عند 7 درجات مئوية فقط - رقم لم تشهده المحافظة منذ شتاء 2013 الشهير.
تكشف بيانات هيئة الأرصاد الجوية عن كتلة هوائية باردة استثنائية تجتاح نصف مليون كيلومتر مربع من الأراضي المصرية، حيث تتراوح درجات الحرارة من 24 درجة في أسوان جنوباً إلى 7 درجات في سوهاج - فارق حراري مذهل يعادل الانتقال من الربيع إلى عمق الشتاء خلال مسافة 500 كيلومتر. "الأمطار ستكون غزيرة ومصحوبة بالرعد، خاصة في المناطق الساحلية" تؤكد الهيئة، بينما يروي أحمد محمد، مزارع من الدقهلية: "أراقب السماء منذ الفجر، هذا المطر نعمة بعد جفاف دام أسابيعاً".
تندفع هذه الكتلة الهوائية القطبية من شمال أوروبا عبر البحر المتوسط، محملة برطوبة تحولت إلى أمطار رعدية تغطي القاهرة الكبرى ومطروح والسواحل الشمالية. آخر موجة مماثلة ضربت مصر في شتاء 2013 واستمرت أسبوعين كاملين، مما يثير توقعات الخبراء بأن هذا التغيير المناخي قد يستمر لأيام قادمة. د. محمود عبدالحليم، أستاذ المناخ بجامعة القاهرة، يؤكد: "هذا طقس طبيعي لكن التوقيت مبكر نسبياً عن المعتاد"، مشيراً إلى أن منطقة شرق المتوسط تدخل رسمياً في تأثير المنخفضات الشتوية.
تعيش الشوارع المصرية حالة من التغيير الجذري، حيث تلمع الطرق تحت وقع قطرات المطر المتتالية، بينما تكتسي السماء بلون رمادي كثيف يضيئه البرق على فترات. فاطمة علي من الإسكندرية تعبر عن سعادتها: "صوت المطر يعيد لنا ذكريات الشتاء الجميل"، بينما يواجه سائقو المركبات تحدياً حقيقياً مع الطرق الزلقة والرؤية المحدودة. المزارعون يحتفلون بهذه الأمطار المباركة التي تروي الأرض وتبشر بموسم زراعي واعد, في حين يعيد أصحاب المقاهي تشغيل أجهزة التدفئة لاستقبال الزبائن الهاربين من البرد القارس.
موجة البرد القطبية ستستمر لأيام قادمة مع عودة تدريجية للاعتدال نهاية الأسبوع، وفقاً لتوقعات الأرصاد الجوية. النصيحة الذهبية اليوم: ارتدوا الملابس الثقيلة، تجنبوا الخروج غير الضروري، واستمتعوا بنعمة المطر من داخل البيوت الدافئة. هل أنت مستعد لاستقبال أبرد ليالي ديسمبر وأجمل أمطار الشتاء؟
