في عصر تتسارع فيه التغيرات المناخية وتتعقد التحديات الجوية، تحتاج المملكة لأقل من 50 بروفيسور متخصص في الأرصاد الجوية فقط لحماية 30 مليون مواطن من تقلبات الطقس القاسية. اليوم، حققت جامعة الملك عبدالعزيز إنجازاً استثنائياً بترقية الدكتور عبدالحليم حسين لباّن إلى درجة الأستاذية، ليصبح واحداً من هؤلاء الخبراء النادرين الذين يقفون على خط الدفاع الأول ضد الكوارث المناخية.
خلال 15 عاماً من البحث العلمي المتواصل، نجح الدكتور لباّن في إنتاج مئات الأبحاث المنشورة وتخريج آلاف الطلاب المتخصصين في علوم الأرصاد. "د. لباّن كنز علمي حقيقي للمنطقة"، يؤكد الدكتور محمد الغامدي، خبير الأرصاد الجوية، مشيراً إلى أن هذه الترقية تأتي تقديراً لجهود استثنائية في تطوير قسم الأرصاد بكلية العلوم البيئية. في الوقت نفسه، تروي فاطمة الحربي، الخريجة المتفوقة، كيف غيرت محاضرات الدكتور لباّن فهمها الكامل للتغيرات المناخية: "كان يشرح لنا الطقس وكأنه يقرأ قصة مثيرة من كتاب مفتوح".
تأتي هذه الترقية في إطار رؤية المملكة 2030 التي تستهدف الاستثمار في الكوادر الأكاديمية المتميزة، خاصة في التخصصات الحيوية مثل الأرصاد الجوية. مثل العالم الرياضي الخوارزمي الذي أثرى العلوم قديماً، يواصل الدكتور لباّن مسيرة العلماء العرب في خدمة البشرية. أبحاثه الرائدة تغطي مساحة تفوق مليوني كيلومتر مربع من الأراضي السعودية، وتأثيرها على فهم المناخ المحلي سريع كالبرق ودقيق كالليزر.
بالنسبة للمواطن السعودي العادي، تعني هذه الترقية تحسناً ملموساً في دقة التنبؤات الجوية التي تساعده في تخطيط أنشطته اليومية، من الرحلات العائلية إلى الأنشطة الزراعية. الدكتورة سارة العتيبي، زميلة بالقسم، تؤكد أن ترقية الدكتور لباّن ستفتح آفاقاً جديدة للبحث المناخي وتجذب طلاباً متفوقين للتخصص. أما أحمد المطيري، طالب الدراسات العليا، فيعبر عن سعادته: "أخيراً سأتمكن من فهم التغيرات المناخية المعقدة تحت إشراف خبير بهذا المستوى".
هذا الإنجاز يضع المملكة على خريطة التميز العلمي العالمي في مجال الأرصاد الجوية، ويفتح الباب أمام تطوير مركز أبحاث مناخية إقليمي رائد. مع تزايد تحديات التغير المناخي وضرورة الاستعداد لها، يبقى السؤال الأهم: هل سنستطيع الاستفادة القصوى من هذه الكوادر العلمية النادرة قبل أن تستقطبها الجامعات العالمية؟