في صدمة عنيفة هزت أسواق الذهب اليمنية، انهارت الأسعار بمقدار 9,058 ريال يمني في يوم واحد فقط، مسجلة أكبر تراجع منذ شهور طويلة. هذا الانهيار المفاجئ، الذي يعادل راتب موظف لشهرين كاملين، ترك آلاف المستثمرين في حالة من الذعر والحيرة. الساعات القادمة ستحدد مصير مدخرات الآلاف... فهل تخسر استثماراتك أم تجني ثروة من هذا التراجع؟
شهدت محلات الصاغة في صنعاء وعدن مشاهد درامية اليوم الثلاثاء، حيث تجمع المواطنون أمام الشاشات وهم يراقبون الأرقام المتساقطة بلا رحمة. فاطمة أحمد، ربة منزل من صنعاء، لا تزال في صدمة: "اشتريت 10 جرامات الأسبوع الماضي للادخار، واليوم اكتشفت أنني خسرت 90 ألف ريال في لحظة واحدة!" بينما وصل سعر الجرام عيار 21 إلى 28,338 ريال، مع فجوة مؤلمة تصل إلى 4,500 ريال بين أسعار البيع والشراء - رقم يفوق راتب عامل بسيط!
جذور هذا الانهيار تمتد إلى تقلبات الأسواق العالمية وضعف الريال اليمني المستمر، في مشهد يُذكر بأزمات سابقة عاشها اليمن في 2020 و2018. د. محمد الحكيمي، الخبير الاقتصادي، يحذر: "هذه مجرد البداية، والوضع الاقتصادي غير المستقر يجعل الذهب عرضة لمزيد من التقلبات العنيفة." المقارنة مؤلمة: الجنيه الذهب الواحد يكلف اليوم نصف مليون ريال - سعر سيارة مستعملة كاملة، بينما كان في متناول الطبقة المتوسطة قبل أشهر قليلة.
تأثير هذا الزلزال الذهبي لم يتوقف عند الأرقام، بل امتد إلى حياة الآلاف من الأسر اليمنية. أحمد العريقي، الموظف البسيط، كان ينوي شراء خاتم لخطيبته، واليوم وجد نفسه في حيرة: "هل أشتري الآن مستفيداً من الانخفاض، أم أنتظر مزيداً من التراجع؟" محلات الصاغة شهدت حركة غريبة، همسات قلقة، وأصوات آلات حاسبة تعمل بلا توقف، بينما تنتشر رائحة التوتر في الهواء. النساء يؤجلن قرارات شراء الذهب للمناسبات، والعرسان الجدد يعيدون حساباتهم للمهر والهدايا.
رغم الصدمة، يرى عبدالله الصراف، التاجر الخبير، في هذا الانخفاض فرصة ذهبية: "من يملك السيولة اليوم ويتحمل المخاطر، قد يحصد أرباحاً طائلة خلال أشهر." لكن التحذيرات تتوالى من خبراء آخرين: التقلبات قد تستمر، والوضع الاقتصادي غير المستقر يجعل أي استثمار مغامرة محفوفة بالمخاطر. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل سيستمر هذا الانهيار أم أن العودة قادمة بقوة أكبر؟ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة...